الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3766 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا إسمعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي حدثنا إبراهيم أبو إسحق المخزومي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال إن كنت لأسأل الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الآيات من القرآن أنا أعلم بها منه ما أسأله إلا ليطعمني شيئا فكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله فيقول لامرأته يا أسماء أطعمينا شيئا فإذا أطعمتنا أجابني وكان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنيه بأبي المساكين قال أبو عيسى هذا حديث غريب وأبو إسحق المخزومي هو إبراهيم بن الفضل المدني وقد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه وله غرائب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا إبراهيم أبو إسحاق المخزومي ) المدني وإبراهيم هذا هو إبراهيم بن الفضل ويقال إبراهيم بن إسحاق وهو متروك . قوله : ( إن كنت ) إن مخففة من المثقلة ( أنا أعلم بها ) أي : [ ص: 185 ] بالآيات ، والجملة حالية ( منه ) أي : من الرجل الذي أسأله ( يا أسماء ) هي بنت عميس ( فإذا أطعمتنا أجابني ) إنما كان يجيبه عن سؤاله مع معرفته بأنه إنما سأله ليطعمه ليجمع بين المصلحتين ولاحتمال أن يكون السؤال وقع حينئذ وقع منه على الحقيقة ، قاله الحافظ ( وكان جعفر يحب المساكين ) أي : محبة زائدة على محبة غيره إياهم ( فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكنيه بأبي المساكين ) أي : ملازمهم ومداومهم ، وفي الحديث دلالة على أن حب الكبراء وأرباب الشرف المساكين وتواضعهم لهم يزيد في فضلهم ويعد ذلك من مناقبهم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرج البخاري نحوه من وجه آخر ، وأما رواية الترمذي هذه فهي ضعيفة .




                                                                                                          الخدمات العلمية