الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3796 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان قال جاء العاقب والسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا ابعث معنا أمينا فقال فإني سأبعث معكم أمينا حق أمين فأشرف لها الناس فبعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال وكان أبو إسحق إذا حدث بهذا الحديث عن صلة قال سمعته منذ ستين سنة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي عن ابن عمر وأنس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح حدثنا محمد بن بشار أخبرنا سلم بن قتيبة وأبو داود عن شعبة عن أبي إسحق قال قال حذيفة قلب صلة بن زفر من ذهب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مناقب أبي عبيدة عامر ) بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحرث بن فهر يجتمع مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في فهر بن مالك أسلم مع عثمان بن مظعون وهو أحد العشرة مات وهو أمير على الشام من قبل عمر بالطاعون سنة ثمان عشرة باتفاق .

                                                                                                          [ ص: 178 ] قوله : ( عن أبي إسحاق ) هو السبيعي ( عن صلة بن زفر ) العبسي الكوفي قوله : ( جاء العاقب والسيد ) ، وفي رواية البخاري : جاء العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يريدان أن يلاعناه ، قال فقال أحدهما لصاحبه : لا تفعل فوالله لئن كان نبيا فلاعناه لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا ، قالا إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلا أمينا ، قال الحافظ أما السيد فكان اسمه الأيهم بتحتانية ساكنة ، ويقال : شرحبيل وكان صاحب رجالهم ومجتمعهم ورئيسهم في ذلك ، وأما العاقب فاسمه عبد المسيح وكان صاحب مشورتهم وكان معهم أيضا أبو الحرث بن علقمة ، وكان أسقفهم وحبرهم وصاحب مدراسهم ، قال ابن سعد : دعاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام وتلا عليهم القرآن فامتنعوا ، فقال : إن أنكرتم ما أقول فهلم أباهلكم فانصرفوا على ذلك ( ابعث معنا أمينك ) أي : أرسل معنا أمينك ، والأمين : الثقة المرضي " أمينا حق أمين " أي : أمينا مستحقا لأن يقال له أمين ( فأشرف لها الناس ) ، وفي رواية للبخاري : فاستشرف لها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الحافظ أي : تطلعوا للولاية ورغبوا فيها حرصا على تحصيل الصفة المذكورة وهي الأمانة لا على الولاية من حيث هي . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان . قوله : ( وقد روي عن ابن عمر وأنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " لكل أمة أمين " ) أما رواية ابن عمر فلينظر من أخرجها ، وأما رواية أنس فأخرجها الشيخان " وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح " قال الحافظ صفة الأمانة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكن السياق يشعر بأن له مزيدا في ذلك لكن خص النبي -صلى الله عليه وسلم- كل واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان ، والقضاء لعلي ونحو ذلك .

                                                                                                          قوله : ( قال حذيفة قلب صلة بن زفر من ذهب ) القلب بفتح القاف وسكون اللام وبالموحدة معروف وهو عضو صنوبري الشكل في الجانب الأيسر من الصدر وهو أهم أعضاء [ ص: 179 ] الحركة الدموية يعني أن قلبه منور كالذهب ، وروى ابن أبي حاتم أيضا قول حذيفة هكذا ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب : روى ابن أبي حاتم من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال : قلب صلة بن زفر من ذهب يعني أنه منور كالذهب . انتهى ، واعلم أنه وقع في بعض النسخ : قلت صلة بن زفر بالقاف واللام ، والمثناة الفوقية وهو غلط .




                                                                                                          الخدمات العلمية