الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيه .

من المهم معرفة التفاسير الواردة عن الصحابة بحسب قراءة مخصوصة ، وذلك أنه قد يرد عنهم تفسيران في الآية الواحدة مختلفان ، فيظن اختلافا وليس باختلاف ، وإنما كل تفسير على قراءة ، وقد تعرض السلف لذلك .

فأخرج ابن جرير في قوله تعالى : لقالوا إنما سكرت أبصارنا [ الحجر : 15 ] . من طرق عن ابن عباس وغيره أن سكرت بمعنى سدت ومن طرق أنها بمعنى أخذت .

ثم أخرج عن قتادة قال : من قرأ سكرت مشددة ، فإنما يعني سدت ، ومن قرأ : سكرت مخففة ، فإنه يعني سحرت ، وهذا الجمع من قتادة نفيس بديع . ومثله قوله تعالى : سرابيلهم من قطران [ إبراهيم : 50 ] . أخرج ابن جرير عن الحسن أنه الذي تهنأ به الإبل .

[ ص: 457 ] وأخرج من طرق عنه وعن غيره : أنه النحاس المذاب ، وليسا بقولين .

وإنما الثاني تفسير لقراءة من ( قطر آن ) بتنوين قطر وهو النحاس و ( آن ) شديد الحر كما أخرجه ابن أبي حاتم هكذا عن سعيد بن جبير .

وأمثلة هذا النوع كثيرة ، والكافل ببيانها كتابنا " أسرار التنزيل " وقد خرجت على هذا قديما الاختلاف الوارد عن ابن عباس وغيره في تفسير آية : أو لامستم [ النساء : 43 ] . هل هو الجماع أو الجس باليد . فالأول تفسير لقراءة لامستم . والثاني لقراءة ( لمستم ) ولا اختلاف .

التالي السابق


الخدمات العلمية