الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15956أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016400عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها أمرت أن يمر عليها nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص في المسجد حين مات لتدعو له ، فأنكر ذلك الناس عليها ، فقالت عائشة : ما أسرع الناس ! ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء إلا في المسجد .
[ ص: 217 ] هكذا هو في الموطأ عند جمهور الرواة منقطعا ، ورواه حماد بن خالد الخياط ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، فانفرد بذلك عن مالك .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد القاضي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13298يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا محمد بن خديمة الواسطي ، حدثنا حماد بن خالد الخياط ، عن مالك nindex.php?page=showalam&ids=15136وعبد العزيز بن أبي سلمة ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016401عن عائشة ، قالت : ما أسرع الناس إلى الشر ! ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء إلا في المسجد .
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن قاسم ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثني جدي nindex.php?page=showalam&ids=12289أحمد بن منيع ، قال : حدثنا حماد بن خالد الخياط ، قال : حدثنا مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016402عن عائشة ، قالت : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء إلا في المسجد .
وكذلك رواه الضحاك بن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك ، عن الضحاك يعني ابن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016403عن عائشة ، قالت : والله لقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه .
وحدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح بن سليمان ، عن صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان ، ومحمد بن عبد الله بن عباد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016404عن عائشة ، قالت : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد .
[ ص: 218 ] قال أبو عمر :
أما قول عائشة في هذا الحديث : ما أسرع الناس ! ففيه عندهم قولان : أحدهما ما أسرع النسيان إلى الناس ، أو ما أسرع ما نسي الناس ، والقول الآخر : ما أسرع الناس إلى إنكار ما لا يعرفون ، أو إنكار ما لا يحبون ، أو إنكار ما قد نسوه ، أو جهلوه ، أو ما أسرع الناس إلى العيب ، والطعن ، ونحوه هذا ، ثم احتجت عليهم بالحجة اللازمة لهم ، إذ أنكروا عليها أمرها بأن يمر بسعد عليها ، فيصلى عليه في المسجد .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص هذا قد مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ، فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال ، ودفن بالبقيع ، وقد ذكرنا خبره في بابه من كتاب الصحابة .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد قد عهدا أن يحملا من العقيق إلى البقيع : مقبرة المدينة ، فيدفنا بها ، وذلك - والله أعلم - لفضل علموه هناك ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=26423_30677فضل المدينة غير منكور ولا مجهول ، ولو لم يكن إلا مجاورة الصالحين والفضلاء من الشهداء وغيرهم ، وليس هذا مما اجتمع عليه العلماء ، ألا ترى أن مالكا ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه قال : ما أحب أن أدفن في البقيع ، لأن أدفن في غيره أحب إلي ، ثم بين العلة ; مخافة أن ينبش له عظام رجل صالح ، أو يجاور فاجرا ، وهذا يستوي فيه البقيع وغيره ، ولو كان له فضل عنده ، لأحبه ، والله أعلم .
وقد يستحسن الإنسان أن nindex.php?page=treesubj&link=26423يدفن بموضع قرابته وإخوانه وجيرانه ، لا لفضل ولا لدرجة ، وقد كان عمر - رضي الله عنه - يقول : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك . وهذا يحتمل [ ص: 219 ] الوجهين : مذهب سعد وسعيد ، ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، والأظهر فيه تفضيل البلد ، والله أعلم .
وقد احتج قوم بهذا الحديث في إثبات nindex.php?page=treesubj&link=22614عمل المدينة ، وأن العمل أولى من الحديث عندهم ; لأنهم أنكروا على عائشة ما روته لما استفاض عندهم .
واحتج آخرون بهذا الخبر في دفع الاحتجاج بالعمل بالمدينة ، وقالوا : كيف يحتج بعمل قوم تجهل السنة بين أظهرهم ، وتعجبت أم المؤمنين من نسيانهم لها ، أو جهلهم ، وإنكارهم لما قد صنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنه فيها ، وصنعه الخلفاء الراشدون ، وجلة الصحابة بعده ، وقد صلي على أبي بكر وعمر في المسجد ، قالوا فكيف يصح مع هذا ادعاء عمل ؟ أو كيف يسوغ الاحتجاج به ، وكثير ما كان يصنع عندهم مثل هذا حتى يخبره الواحد بما عنده في ذلك فينصرفوا إليه ، وقالوا : ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين لم تر إنكارهم حجة ، وإنما رأت الحجة فيما علمته من السنة .
قال أبو عمر :
القول في هذا الباب يتسع وقد أكثر فيه المخالفون ، وليس هذا موضع تلخيص حججهم ، وللقول في ذلك موضع غير هذا ، وأما اختلاف الفقهاء في nindex.php?page=treesubj&link=1045الصلاة على الجنائز في المسجد ، فروى ابن القاسم ، عن مالك ، أنه قال : لا يصلى على الجنائز في المسجد ، ولا يدخل بها المسجد ، قال : وإن صلي عليها عند باب المسجد وتضايق الناس وتزاحموا ، فلا بأس أن يكون بعض الصفوف في المسجد .
وقد قال في كتاب الاعتكاف من المدونة في صلاة المعتكف على [ ص: 220 ] الجنازة في المسجد : ما يدل على أنه معروف عندهم الصلاة على الجنازة في المسجد ، قال ابن نافع : قال مالك في nindex.php?page=treesubj&link=1045المعتكف : وإن انتهى إليه زحام الناس الذين يصلون على الجنازة وهو في المسجد ، فإنه لا يصلي عليها ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ومحمد بن الحسن : إنه لا يصلى على الجنائز في المسجد ، وأجاز ذلك أبو يوسف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور وداود : لا بأس أن يصلى على الجنائز في المسجد من ضيق وغير ضيق ، على كل حال ، وهو قول عامة أهل الحديث .
واحتجوا بأن nindex.php?page=hadith&LINKID=1016405رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على ابني بيضاء في المسجد ، وأن أبا بكر صلي عليه في المسجد ، وأن عمر صلي عليه في المسجد ، ومن حجة داود في ذلك : أن الله لم ينه عن ذلك ، ولا رسوله ، ولا اتفق الجميع عليه ، والأصل إباحة فعل الخير في كل موضع ، إلا موضع تقوم بالمنع من ذلك فيه حجة لا معارض لها .
وحجة من قال بقول مالك : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحفظ عنه أنه صلى على غير ابن بيضاء في المسجد ، وأن إنكار من أنكره على عائشة ، لا يكون إلا لأصل عندهم ; لأنهم يستحيل عليهم أن يروا رأيهم حجة عليها .
واحتجوا من الأثر بما حدثناه عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا بكر بن حماد ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، قال حدثني [ ص: 221 ] صالح مولى التوأمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد ، فلا شيء له .
وحدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13052عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد ، فلا شيء له .
قال البغوي : وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، حدثني به أحمد بن محمد القاضي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016407من صلى على جنازة في المسجد فليس له أجر .
واحتج من ذهب مذهب مالك بحديث صالح مولى التوأمة هذا ، مع ما ذكرنا من إنكار من أنكر ذلك على عائشة .
وقال الآخرون : أما رواية أبي حذيفة عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري لهذا الحديث ، وقوله فيه : فليس له أجر فخطأ لا إشكال فيه ، ولم يقل أحد في هذا الحديث ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة .
قالوا : والصحيح في هذا الحديث ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، وسائر رواة هذا الحديث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب بإسناده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له .
قالوا : وصالح مولى التوأمة من أهل العلم بالحديث من لا يقبل شيء من حديثه لضعفه ، ومنهم من يقبل من حديثه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عنه خاصة ; لأنه سمع منه قبل الاختلاط ، ولا خلاف أنه اختلط ، فكان لا يضبط ولا يعرف ما يأتي به ، ومثل هذا ليس بحجة فيما انفرد به ، وليس يعرف هذا الحديث من غير روايته البتة ، فإن صح ، فمعناه ما ذكرنا ، وبالله توفيقنا .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12404إبراهيم بن عرعرة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، قال : لقينا صالحا مولى التوأمة ، وهو مختلط .
قال أبو عمر :
حديث عائشة صحيح ، نقله الثقات من وجهين صحيحين ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة انفرد به صالح بن أبي صالح مولى التوأمة ، وليس بحجة لضعفه ، ولو صح حديثه لم يكن فيه حجة للتأويل الذي ذكرنا ، وعلى هذا التأويل لا يكون معارضا لحديث عائشة ، وهو أولى ما حملت عليه الأحاديث التي جاءت معارضة له ، ويدل على صحة ذلك : أن أبا بكر صلى عليه عمر في المسجد ، وصلى صهيب على عمر في المسجد بمحضر جلة الصحابة من غير نكير منهم ، وليس من أنكر ذلك بعدهم بحجة عليهم ، فصار بما ذكر هنا سنة يعمل بها قديما ، فلا يجوز مخالفتها ، وبالله التوفيق .
[ ص: 223 ] قال أبو عمر :
احتج بعض من لا يرى الصلاة في المسجد على الجنائز من أصحابنا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=1016409أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس إلى المصلى حين صلى على النجاشي ، قال : فالخروج بالجنازة إلى الجنازة أحرى بذلك ، ولا يصلى عليها في المسجد ، قال : وإنما صلي على أبي بكر وعمر في المسجد ; لأنهما دفنا فيه ، وهذا لا يلزم إلا لمن قال : لا يصلى على الجنائز إلا في المسجد ، ولم يقله أحد ، وأما من قال : يصلى عليها في المسجد وفي غير المسجد ، فغير لازم له ما ذكر من ذكرنا قوله ، وقد مضى القول في هذا المعنى في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب من هذا الكتاب ، والحمد لله ، وإن أولى الناس بإجازة الصلاة في المسجد على الجنازة من زعم أن الثوب الذي يجفف فيه الميت ويغسل طاهر يستغني عن الغسل .
[ ص: 217 ] هكذا هو في الموطأ عند جمهور الرواة منقطعا ، ورواه حماد بن خالد الخياط ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، فانفرد بذلك عن مالك .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15829خلف بن القاسم ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن أحمد القاضي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13298يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا محمد بن خديمة الواسطي ، حدثنا حماد بن خالد الخياط ، عن مالك nindex.php?page=showalam&ids=15136وعبد العزيز بن أبي سلمة ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016401عن عائشة ، قالت : ما أسرع الناس إلى الشر ! ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء إلا في المسجد .
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن قاسم ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثني جدي nindex.php?page=showalam&ids=12289أحمد بن منيع ، قال : حدثنا حماد بن خالد الخياط ، قال : حدثنا مالك ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016402عن عائشة ، قالت : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على nindex.php?page=showalam&ids=355سهيل بن بيضاء إلا في المسجد .
وكذلك رواه الضحاك بن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17220هارون بن عبد الله ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12523ابن أبي فديك ، عن الضحاك يعني ابن عثمان ، عن أبي النضر ، عن أبي سلمة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016403عن عائشة ، قالت : والله لقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه .
وحدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16799فليح بن سليمان ، عن صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان ، ومحمد بن عبد الله بن عباد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16288عباد بن عبد الله بن الزبير ، nindex.php?page=hadith&LINKID=1016404عن عائشة ، قالت : ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد .
[ ص: 218 ] قال أبو عمر :
أما قول عائشة في هذا الحديث : ما أسرع الناس ! ففيه عندهم قولان : أحدهما ما أسرع النسيان إلى الناس ، أو ما أسرع ما نسي الناس ، والقول الآخر : ما أسرع الناس إلى إنكار ما لا يعرفون ، أو إنكار ما لا يحبون ، أو إنكار ما قد نسوه ، أو جهلوه ، أو ما أسرع الناس إلى العيب ، والطعن ، ونحوه هذا ، ثم احتجت عليهم بالحجة اللازمة لهم ، إذ أنكروا عليها أمرها بأن يمر بسعد عليها ، فيصلى عليه في المسجد .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص هذا قد مات في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة ، فحمل إلى المدينة على رقاب الرجال ، ودفن بالبقيع ، وقد ذكرنا خبره في بابه من كتاب الصحابة .
وكان nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، nindex.php?page=showalam&ids=85وسعيد بن زيد قد عهدا أن يحملا من العقيق إلى البقيع : مقبرة المدينة ، فيدفنا بها ، وذلك - والله أعلم - لفضل علموه هناك ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=26423_30677فضل المدينة غير منكور ولا مجهول ، ولو لم يكن إلا مجاورة الصالحين والفضلاء من الشهداء وغيرهم ، وليس هذا مما اجتمع عليه العلماء ، ألا ترى أن مالكا ذكر عن nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه قال : ما أحب أن أدفن في البقيع ، لأن أدفن في غيره أحب إلي ، ثم بين العلة ; مخافة أن ينبش له عظام رجل صالح ، أو يجاور فاجرا ، وهذا يستوي فيه البقيع وغيره ، ولو كان له فضل عنده ، لأحبه ، والله أعلم .
وقد يستحسن الإنسان أن nindex.php?page=treesubj&link=26423يدفن بموضع قرابته وإخوانه وجيرانه ، لا لفضل ولا لدرجة ، وقد كان عمر - رضي الله عنه - يقول : اللهم إني أسألك الشهادة في سبيلك ووفاة ببلد رسولك . وهذا يحتمل [ ص: 219 ] الوجهين : مذهب سعد وسعيد ، ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ، والأظهر فيه تفضيل البلد ، والله أعلم .
وقد احتج قوم بهذا الحديث في إثبات nindex.php?page=treesubj&link=22614عمل المدينة ، وأن العمل أولى من الحديث عندهم ; لأنهم أنكروا على عائشة ما روته لما استفاض عندهم .
واحتج آخرون بهذا الخبر في دفع الاحتجاج بالعمل بالمدينة ، وقالوا : كيف يحتج بعمل قوم تجهل السنة بين أظهرهم ، وتعجبت أم المؤمنين من نسيانهم لها ، أو جهلهم ، وإنكارهم لما قد صنعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسنه فيها ، وصنعه الخلفاء الراشدون ، وجلة الصحابة بعده ، وقد صلي على أبي بكر وعمر في المسجد ، قالوا فكيف يصح مع هذا ادعاء عمل ؟ أو كيف يسوغ الاحتجاج به ، وكثير ما كان يصنع عندهم مثل هذا حتى يخبره الواحد بما عنده في ذلك فينصرفوا إليه ، وقالوا : ألا ترى أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين لم تر إنكارهم حجة ، وإنما رأت الحجة فيما علمته من السنة .
قال أبو عمر :
القول في هذا الباب يتسع وقد أكثر فيه المخالفون ، وليس هذا موضع تلخيص حججهم ، وللقول في ذلك موضع غير هذا ، وأما اختلاف الفقهاء في nindex.php?page=treesubj&link=1045الصلاة على الجنائز في المسجد ، فروى ابن القاسم ، عن مالك ، أنه قال : لا يصلى على الجنائز في المسجد ، ولا يدخل بها المسجد ، قال : وإن صلي عليها عند باب المسجد وتضايق الناس وتزاحموا ، فلا بأس أن يكون بعض الصفوف في المسجد .
وقد قال في كتاب الاعتكاف من المدونة في صلاة المعتكف على [ ص: 220 ] الجنازة في المسجد : ما يدل على أنه معروف عندهم الصلاة على الجنازة في المسجد ، قال ابن نافع : قال مالك في nindex.php?page=treesubj&link=1045المعتكف : وإن انتهى إليه زحام الناس الذين يصلون على الجنازة وهو في المسجد ، فإنه لا يصلي عليها ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ومحمد بن الحسن : إنه لا يصلى على الجنائز في المسجد ، وأجاز ذلك أبو يوسف .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد بن حنبل وإسحاق nindex.php?page=showalam&ids=11956وأبو ثور وداود : لا بأس أن يصلى على الجنائز في المسجد من ضيق وغير ضيق ، على كل حال ، وهو قول عامة أهل الحديث .
واحتجوا بأن nindex.php?page=hadith&LINKID=1016405رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على ابني بيضاء في المسجد ، وأن أبا بكر صلي عليه في المسجد ، وأن عمر صلي عليه في المسجد ، ومن حجة داود في ذلك : أن الله لم ينه عن ذلك ، ولا رسوله ، ولا اتفق الجميع عليه ، والأصل إباحة فعل الخير في كل موضع ، إلا موضع تقوم بالمنع من ذلك فيه حجة لا معارض لها .
وحجة من قال بقول مالك : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحفظ عنه أنه صلى على غير ابن بيضاء في المسجد ، وأن إنكار من أنكره على عائشة ، لا يكون إلا لأصل عندهم ; لأنهم يستحيل عليهم أن يروا رأيهم حجة عليها .
واحتجوا من الأثر بما حدثناه عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا أبو داود .
وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا بكر بن حماد ، قالا : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، قال حدثني [ ص: 221 ] صالح مولى التوأمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد ، فلا شيء له .
وحدثنا أحمد بن قاسم بن عيسى ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=13052عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16598علي بن الجعد ، أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن صالح مولى التوأمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد ، فلا شيء له .
قال البغوي : وقد روى هذا الحديث nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، حدثني به أحمد بن محمد القاضي ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب ، عن صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=hadith&LINKID=1016407من صلى على جنازة في المسجد فليس له أجر .
واحتج من ذهب مذهب مالك بحديث صالح مولى التوأمة هذا ، مع ما ذكرنا من إنكار من أنكر ذلك على عائشة .
وقال الآخرون : أما رواية أبي حذيفة عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري لهذا الحديث ، وقوله فيه : فليس له أجر فخطأ لا إشكال فيه ، ولم يقل أحد في هذا الحديث ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=11980أبو حذيفة .
قالوا : والصحيح في هذا الحديث ما قاله nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان ، وسائر رواة هذا الحديث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب بإسناده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=1016406من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له .
قالوا : وصالح مولى التوأمة من أهل العلم بالحديث من لا يقبل شيء من حديثه لضعفه ، ومنهم من يقبل من حديثه ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=12493ابن أبي ذئب عنه خاصة ; لأنه سمع منه قبل الاختلاط ، ولا خلاف أنه اختلط ، فكان لا يضبط ولا يعرف ما يأتي به ، ومثل هذا ليس بحجة فيما انفرد به ، وليس يعرف هذا الحديث من غير روايته البتة ، فإن صح ، فمعناه ما ذكرنا ، وبالله توفيقنا .
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16502عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16802قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12404إبراهيم بن عرعرة ، قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة ، قال : لقينا صالحا مولى التوأمة ، وهو مختلط .
قال أبو عمر :
حديث عائشة صحيح ، نقله الثقات من وجهين صحيحين ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة انفرد به صالح بن أبي صالح مولى التوأمة ، وليس بحجة لضعفه ، ولو صح حديثه لم يكن فيه حجة للتأويل الذي ذكرنا ، وعلى هذا التأويل لا يكون معارضا لحديث عائشة ، وهو أولى ما حملت عليه الأحاديث التي جاءت معارضة له ، ويدل على صحة ذلك : أن أبا بكر صلى عليه عمر في المسجد ، وصلى صهيب على عمر في المسجد بمحضر جلة الصحابة من غير نكير منهم ، وليس من أنكر ذلك بعدهم بحجة عليهم ، فصار بما ذكر هنا سنة يعمل بها قديما ، فلا يجوز مخالفتها ، وبالله التوفيق .
[ ص: 223 ] قال أبو عمر :
احتج بعض من لا يرى الصلاة في المسجد على الجنائز من أصحابنا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=1016409أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج بالناس إلى المصلى حين صلى على النجاشي ، قال : فالخروج بالجنازة إلى الجنازة أحرى بذلك ، ولا يصلى عليها في المسجد ، قال : وإنما صلي على أبي بكر وعمر في المسجد ; لأنهما دفنا فيه ، وهذا لا يلزم إلا لمن قال : لا يصلى على الجنائز إلا في المسجد ، ولم يقله أحد ، وأما من قال : يصلى عليها في المسجد وفي غير المسجد ، فغير لازم له ما ذكر من ذكرنا قوله ، وقد مضى القول في هذا المعنى في باب nindex.php?page=showalam&ids=13283ابن شهاب من هذا الكتاب ، والحمد لله ، وإن أولى الناس بإجازة الصلاة في المسجد على الجنازة من زعم أن الثوب الذي يجفف فيه الميت ويغسل طاهر يستغني عن الغسل .