الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3938 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه ، قال : لم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها ، حتى كانت تلك الغزوة يعني غزوة تبوك - غزاها رسول الله في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ، ومفازا وعدوا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ، ليتأهبوا أهبة غزوهم ، فأخبرهم بوجهه الذي يريد . رواه البخاري .

التالي السابق


3938 - ( وعن كعب بن مالك ) : أي : الأنصاري رضي الله عنه الخزرجي شهد العقبة الثانية والمشاهد بعدها غير تبوك ، وكان أحد شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، والآخران هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة ، روى عنه جماعة ، مات سنة خمسين ، وهو ابن سبع وسبعين سنة بعد أن عمي ، كذا ذكره المؤلف . ( قال : لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورى بغيرها ) : في النهاية : ورى بغيره ; أي ستره وكنى عنه ، وأوهم أنه يريد غيره ، وأصله من الوراء ; أي : ألقى البيان وراء ظهره قال ابن الملك : أي : سترها بغيرها ، وأظهر أنه يريد بها لما فيه من الحزم وإغفال العدو ، والأمن من جاسوس يطلع على ذلك فيخبر به العدو ، وتوريته - صلى الله عليه وسلم - كان تعريضا بأن يريد مثلا غزوة مكة ، فيسأل الناس عن حال خيبر وكيفية طرقها لا تصريحا بأن يقول : إني أريد غزوة أهل الموضع الفلاني ، وهو يريد غيرهم ; لأن هذا كذب غير جائز . ( حتى كانت تلك الغزوة ) : أي : غزوة العسرة ( يعني ) : أي : يريد كعب بتلك الغزوة ( غزوة تبوك ) : وهو موضع قريب الشام ( غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد ) : استئناف مبين للعلة ( واستقبل سفرا بعيدا ، ومفازا ) : أي : برية قفرا ( وعدوا كثيرا ، فجلى ) : بتشديد اللام ; أي : فأظهر ( للمسلمين أمرهم ، ليتأهبوا أهبة غزوهم ) : بضم الهمزة ; أي : ليتهيئوا عدة قتالهم ( فأخبرهم بوجهه الذي يريد ) : أي : صريحا ( رواه البخاري ) : قال ميرك : الحديث متفق عليه لكن اللفظ للبخاري .




الخدمات العلمية