الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 36 - 38 ] قال : ( وإذا تسحر وهو يظن أن الفجر لم يطلع فإذا هو قد طلع ، أو أفطر وهو يرى أن الشمس قد غربت فإذا هي لم تغرب أمسك بقية يومه ) قضاء لحق الوقت بالقدر الممكن أو نفيا للتهمة ( وعليه القضاء ) لأنه حق مضمون بالمثل كما في المريض والمسافر ( ولا كفارة عليه ) لأن الجناية قاصرة لعدم القصد ، وفيه قال عمر رضي الله عنه : ما تجانفنا لإثم قضاء يوم علينا يسير ، والمراد بالفجر الفجر الثاني ، وقد بيناه في الصلاة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : عن عمر ، قال : ما تجانفنا لإثم قضاء يوم علينا يسير ، قلت : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب ، قال : أخرجت عساس من بيت حفصة ، وعلى السماء سحاب ، فظنوا أن الشمس قد غابت ، فأفطروا ، ولم يلبثوا أن تجلى السحاب ، فإذا الشمس طالعة ، فقال عمر : ما تجانفنا من إثم انتهى .

                                                                                                        حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن جبلة بن سحيم عن علي بن حنظلة عن أبيه ، قال : شهدت عمر بن الخطاب في رمضان ، وقرب إليه شراب ، فشرب بعض القوم ، وهم يرون الشمس قد غربت ، ثم ارتقى المؤذن ، فقال : يا أمير المؤمنين والله إن الشمس طالعة لم تغرب ، فقال عمر : من كان أفطر فليصم يوما مكانه ، ومن لم يكن أفطر فليتم حتى تغرب الشمس انتهى .

                                                                                                        وأعاده من طريق آخر ، وزاد فيه : فقال له : إنما بعثناك داعيا ، ولم نبعثك راعيا ، وقد اجتهدنا ، وقضاء يوم يسير انتهى .

                                                                                                        وروى محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " أخبرنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سلمة عن إبراهيم النخعي ، قال : أفطر [ ص: 39 ] عمر بن الخطاب وأصحابه في يوم غيم ظنوا أن الشمس غابت ، قال : فطلعت الشمس ، فقال عمر : ما تعرضنا بجنف ، نتم هذا اليوم ، ثم نقضي يوما مكانه انتهى .

                                                                                                        وأخرج البخاري في " صحيحه " عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : { أفطرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غيم ، ثم طلعت الشمس ، قيل لهشام : فأمروا بالقضاء ؟ قال : لا بد من القضاء ، وقال معمر : سمعت هشاما ، قال : لا أدري ، أقضوا أم لا }انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية