الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 45 - 53 ] ( و لو أكل بعدما اغتاب متعمدا فعليه القضاء والكفارة كيفما كان ) لأن الفطر يخالف القياس . والحديث مؤول بالإجماع .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : والحديث مؤول بالإجماع ، قلت : يشير إلى حديث : { الغيبة تفطر الصائم } ، وورد في ذلك أحاديث كلها مدخولة ، فمنها ما رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ، وإسحاق بن راهويه في " مسنده " قالا : ثنا وكيع ثنا الربيع ثنا يزيد بن أبان الرقاشي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي عليه السلام ، قال : { ما صام من ظل يأكل لحوم الناس }" ، زاد إسحاق في حديثه : { إذا اغتاب الصائم فقد أفطر }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه البيهقي في " شعب الإيمان في الباب الثالث والأربعين " أخبرنا أبو الحسن المقري أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر [ ص: 54 ] ثنا المثنى بن بكر ثنا عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس { أن رجلين صليا صلاة الظهر والعصر ، وكانا صائمين ، فلما قضى النبي عليه السلام الصلاة ، قال : أعيدا وضوءكما وصلاتكما ، وامضيا في صومكما ، واقضيا يوما آخر ، قالا : لم يا رسول الله ؟ قال : اغتبتما فلانا }انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه البيهقي أيضا أخبرنا أبو علي الروذباري أنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن الفضل عن السمح ثنا غياث بن كلوب الكوفي ثنا مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه ، قال : { مر النبي عليه السلام على رجلين بين يدي حجام ، وذلك في رمضان ، وهما يغتابان رجلا ; فقال : أفطر الحاجم والمحجوم }" انتهى . قال : غياث مجهول .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه العقيلي في " ضعفائه " حدثنا أحمد بن داود بن موسى وهو بصري ثنا معاوية بن عطاء ثنا سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود ، قال : { مر عليه السلام على رجلين يحجم أحدهما الآخر ، فاغتاب أحدهما ، ولم ينكر عليه الآخر ، فقال : أفطر الحاجم والمحجوم }" ، قال عبد الله : لا للحجامة ، ولكن للغيبة انتهى .

                                                                                                        { حديث آخر } : رواه ابن الجوزي في " الموضوعات " من حديث عنبسة ثنا بقية ثنا [ ص: 55 ] محمد بن الحجاج عن جابان عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { خمس يفطرن الصائم وينقضن الوضوء : الكذب . والنميمة . والغيبة . والنظر بشهوة ، واليمين الكاذب }" انتهى .

                                                                                                        وقال : هذا حديث موضوع ، وقال ابن معين : سعيد كذاب ، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيهم انتهى .

                                                                                                        وقال ابن أبي حاتم في " كتاب العلل " : سألت أبي عن حديث رواه بقية عن محمد بن الحجاج عن ميسرة بن عبد ربه عن جابان عن أنس أن النبي عليه السلام ، قال : " خمس يفطرن الصائم " ، فذكره ، فقال أبي : إن هذا كذب ، وميسرة كان يفتعل الحديث انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية