قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30355_34131_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل nindex.php?page=treesubj&link=24406_30549_33143_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا nindex.php?page=treesubj&link=30531_30539_30558_34131_34273_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا
المعنى: واذكر يوم، والضمير في "يحشرهم" للكفار، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وما يعبدون يريد به كل شيء عبد من دون الله، فغلب العبارة عما لا يعقل من الأوثان لأنها كانت الأغلب وقت المخاطبة.
[ ص: 425 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم -في رواية
حفص -،
nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وأبو جعفر : "يحشرهم" "فيقول" بالياء فيهما، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر بالنون فيهما، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم أيضا، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع "نحشرهم" بالنون "فيقول" بالياء، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله : "وما يعبدون من دونك"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج "نحشرهم" بكسر الشين، وهي قليلة في الاستعمال قوية في القياس; لأن "يفعل" بكسر العين في المتعدي أقيس من "يفعل" بضم العين.
وهذه الآية تتضمن الخبر عن أن الله تعالى يوبخ الكفار في القيامة بأن يوقف المعبودين على هذا المعنى; ليقع الجواب بالتبري من الذنب فيقع الخزي على الكافرين.
واختلف الناس في الموقف المجيب في هذه الآية، فقال جمهور المفسرين: هو كل من ظلم بأن عبد ممن يعقل: كالملائكة
وعزير وعيسى وغيرهم، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة : الموقف المجيب: الأصنام التي لا تعقل، يقدرها الله تعالى يومئذ على هذه المقالة، ويجيء خزي الكفرة لذلك أبلغ.
وقرأ جمهور الناس: "نتخذ" بفتح النون، وذهبوا بالمعنى إلى أنه من قول من يعقل، وأن هذه الآية بمعنى التي في سورة سبأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم ، وكقول
عيسى عليه السلام :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18من أولياء - في هذه القراءة - في موضع المفعول به. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وأبو الدرداء ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء ،
ونصر بن علقمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17134ومكحول ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ،
وحفص بن حميد : "نتخذ" بضم النون، وتذهب
[ ص: 462 ] هذه مذهب من يرى أن الموقف المجيب الأوثان، ويضعف هذه القراءة دخول "من" في قوله: " من أولياء " ، اعترض بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير وغيره، قال
أبو الفتح : "من أولياء" في موضع الحال، ودخلت "من" زيادة لمكان النفي المتقدم، كما تقول: ما اتخذت زيدا من وكيل ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16588علقمة : "ما ينبغي" بسقوط "كان". وثبوتها أمكن في المعنى; لأنهم أخبروا على حال كانت في الدنيا، ووقت الإخبار لا عمل فيه.
وفسر هذا المجيب -بحسب الخلاف فيه- الوجه في ضلال الكفار، كيف وقع؟ وأنه لما متعهم الله تعالى بالنعم الدنيوية وأدرها لهم ولأسلافهم الأحقاب الطويلة نسوا الذكر، أي: ما ذكر به الناس على ألسنة الأنبياء.
و "بورا" معناه: هلكى، والبوار: الهلاك، واختلف في لفظه، فقالت فرقة: هي مصدر يوصف به الجمع والواحد، ومنه قول
ابن الزبعرى :
يا رسول المليك إن لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور
وقالت فرقة: هي جمع بائر، وهو الذي قد فارقه الخير فحصل بذلك في حكم الهلاك، باشره الهلاك بعد أو لم يباشر، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : البائر: الذي لا خير فيه.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فقد كذبوكم الآية، خطاب من الله تبارك وتعالى بلا خلاف، فمن قال: "إن المجيب الأصنام" كان معنى هذه إخباره الكفار أن أصنامهم قد كذبوهم، وفي هذا الإخبار خزي وتوبيخ، والفرقة التي قالت: "إن المجيب هو الملائكة،
وعزير ،
وعيسى ، ونحوهم" اختلفت في المخاطب بهذه الآية، فقالت طائفة: المخاطب الكفار على جهة التوبيخ والتقريع، وقالت طائفة: المخاطب هؤلاء
[ ص: 427 ] المعبودون، أعلمهم الله تعالى أن الكفار بأفعالهم القبيحة قد كذبوا بهذه المقالة، وزعموا أن هؤلاء هم الأولياء من دون الله تعالى، وقالت فرقة: خاطب الله تعالى المؤمنين من أمة
محمد صلى الله عليه وسلم، أي: قد كذبوكم أيها المؤمنون الكفار فيما تقولون من التوحيد والشرع.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، والناس: "تقولون" بالتاء من فوق "يستطيعون" بالياء من تحت، ورجحها
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم ، وقرأ
أبو حيوة : "يقولون" بالياء من تحت، "فما تستطيعون" بالتاء من فوق، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : الضمير في "يستطيعون" هو للمشركين، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "فما يستطيعون لك صرفا"، وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب : "لقد كذبوك فما يستطيعون لك"، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم في حرف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله : "لكم صرفا" على جمع الضمير
و "صرفا" معناه: رد التكذيب أو العذاب أو ما اقتضاه المعنى، بحسب الخلاف المتقدم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19ومن يظلم منكم قيل: هو خطاب للكفار، وقيل: هو للمؤمنين. والظلم هو الشرك، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج ، وقد يحتمل أن يعم غيره من المعاصي. وفي حرف
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي : "ومن يكذب منكم نذقه عذابا أليما".
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30351_30355_34131_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ nindex.php?page=treesubj&link=24406_30549_33143_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا nindex.php?page=treesubj&link=30531_30539_30558_34131_34273_28996nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا
الْمَعْنَى: وَاذْكُرْ يَوْمَ، وَالضَّمِيرُ فِي "يَحْشُرُهُمْ" لِلْكُفَّارِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=17وَمَا يَعْبُدُونَ يُرِيدُ بِهِ كُلَّ شَيْءٍ عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ، فَغَلَّبَ الْعِبَارَةَ عَمَّا لَا يَعْقِلُ مِنَ الْأَوْثَانِ لِأَنَّهَا كَانَتِ الْأَغْلَبُ وَقْتَ الْمُخَاطَبَةِ.
[ ص: 425 ] وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمْ -فِي رِوَايَةِ
حَفْصٍ -،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11962وَأَبُو جَعْفَرٍ : "يَحْشُرُهُمْ" "فَيَقُولُ" بِالْيَاءِ فِيهِمَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ بِالنُّونِ فِيهِمَا، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمْ أَيْضًا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ "نَحْشُرُهُمْ" بِالنُّونِ "فَيَقُولُ" بِالْيَاءِ، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ : "وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِكَ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجُ "نَحْشِرُهُمْ" بِكَسْرِ الشِّينِ، وَهِيَ قَلِيلَةٌ فِي الِاسْتِعْمَالِ قَوِيَّةٌ فِي الْقِيَاسِ; لِأَنَّ "يَفْعِلُ" بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمُتَعَدِّي أَقْيَسُ مِنْ "يَفْعُلُ" بِضَمِّ الْعَيْنِ.
وَهَذِهِ الْآيَةُ تَتَضَمَّنُ الْخَبَرَ عَنْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُوَبِّخُ الْكَفَّارَ فِي الْقِيَامَةِ بِأَنْ يُوقِفَ الْمَعْبُودِينَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى; لِيَقَعَ الْجَوَابُ بِالتَّبَرِّي مِنَ الذَّنْبِ فَيَقَعُ الْخِزْيُ عَلَى الْكَافِرِينَ.
وَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْمَوْقِفِ الْمُجِيبِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ جُمْهُورُ الْمُفَسِّرِينَ: هُوَ كُلُّ مَنْ ظُلِمْ بِأَنْ عُبِدَ مِمَّنْ يَعْقِلُ: كَالْمَلَائِكَةِ
وَعُزَيْرَ وَعِيسَى وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ : الْمَوْقِفُ الْمُجِيبُ: الْأَصْنَامُ الَّتِي لَا تَعْقِلُ، يُقَدِّرُهَا اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَئِذٍ عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ، وَيَجِيءُ خِزْيُ الْكَفَرَةِ لِذَلِكَ أَبْلَغَ.
وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "نَتَّخِذَ" بِفَتْحِ النُّونِ، وَذَهَبُوا بِالْمَعْنَى إِلَى أَنَّهُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَعْقِلُ، وَأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ بِمَعْنَى الَّتِي فِي سُورَةِ سَبَأٍ:
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=40وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=41قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ ، وَكَقَوْلِ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=18مِنْ أَوْلِيَاءَ - فِي هَذِهِ الْقِرَاءَةِ - فِي مَوْضِعِ الْمَفْعُولِ بِهِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=4وَأَبُو الدَّرْدَاءِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءَ ،
وَنَصْرُ بْنُ عَلْقَمَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17134وَمَكْحُولٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15948وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَحَفْصُ بْنُ حُمَيْدٍ : "نُتَّخَذُ" بِضَمِّ النُّونِ، وَتَذْهَبُ
[ ص: 462 ] هَذِهِ مَذْهَبَ مَنْ يَرَى أَنَّ الْمَوْقِفَ الْمُجِيبَ الْأَوْثَانُ، وَيُضْعِفُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ دُخُولُ "مِنْ" فِي قَوْلِهِ: " مِنْ أَوْلِيَاءَ " ، اعْتَرَضَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَغَيْرُهُ، قَالَ
أَبُو الْفَتْحِ : "مِنْ أَوْلِيَاءَ" فِي مَوْضِعِ الْحَالِ، وَدَخَلَتْ "مِنْ" زِيَادَةً لِمَكَانِ النَّفْيِ الْمُتَقَدِّمْ، كَمَا تَقُولُ: مَا اتَّخَذْتُ زَيْدًا مِنْ وَكِيلٍ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16588عَلْقَمَةُ : "مَا يَنْبَغِي" بِسُقُوطِ "كَانَ". وَثُبُوتُهَا أَمْكَنُ فِي الْمَعْنَى; لِأَنَّهُمْ أَخْبَرُوا عَلَى حَالٍ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا، وَوَقْتُ الْإِخْبَارِ لَا عَمَلَ فِيهِ.
وَفَسَّرَ هَذَا الْمُجِيبُ -بِحَسْبِ الْخِلَافِ فِيهِ- الْوَجْهَ فِي ضَلَالِ الْكُفَّارِ، كَيْفَ وَقَعَ؟ وَأَنَّهُ لَمَّا مَتَّعَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالنِّعَمِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَأَدَرَّهَا لَهُمْ وَلِأَسْلَافِهِمُ الْأَحْقَابَ الطَّوِيلَةَ نَسُوا الذِّكْرَ، أَيْ: مَا ذُكِّرَ بِهِ النَّاسُ عَلَى أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ.
و "بُورًا" مَعْنَاهُ: هَلْكَى، وَالْبَوَارُ: الْهَلَاكُ، وَاخْتُلِفَ فِي لَفْظِهِ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هِيَ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ الْجَمْعُ وَالْوَاحِدُ، وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنِ الزِّبَعْرَى :
يَا رَسُولَ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي رَاتِقٌ مَا فَتَقْتَ إِذْ أَنَا بُورُ
وَقَالَتْ فَرْقَةٌ: هِيَ جَمْعُ بَائِرٍ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ فَارَقَهُ الْخَيْرُ فَحَصَلَ بِذَلِكَ فِي حُكْمِ الْهَلَاكِ، بَاشَرَهُ الْهَلَاكُ بَعْدُ أَوْ لَمْ يُبَاشِرْ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : الْبَائِرُ: الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ الْآيَةُ، خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِلَا خِلَافٍ، فَمَنْ قَالَ: "إِنَّ الْمُجِيبَ الْأَصْنَامُ" كَانَ مَعْنَى هَذِهِ إِخْبَارَهُ الْكُفَّارَ أَنَّ أَصْنَامَهُمْ قَدْ كَذَّبُوهُمْ، وَفِي هَذَا الْإِخْبَارِ خِزْيٌ وَتَوْبِيخٌ، وَالْفِرْقَةُ الَّتِي قَالَتْ: "إِنَّ الْمُجِيبَ هُوَ الْمَلَائِكَةُ،
وَعُزَيْرٌ ،
وَعِيسَى ، وَنَحْوُهُمُ" اخْتَلَفَتْ فِي الْمُخَاطَبِ بِهَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْمُخَاطَبُ الْكُفَّارُ عَلَى جِهَةِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: الْمُخَاطَبُ هَؤُلَاءِ
[ ص: 427 ] الْمَعْبُودُونَ، أَعْلَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْكُفَّارَ بِأَفْعَالِهِمُ الْقَبِيحَةِ قَدْ كَذَّبُوا بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ، وَزَعَمُوا أَنَّ هَؤُلَاءِ هُمُ الْأَوْلِيَاءُ مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: خَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أُمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيْ: قَدْ كَذَّبُوكُمْ أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ الْكُفَّارُ فِيمَا تَقُولُونَ مِنَ التَّوْحِيدِ وَالشَّرْعِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمْ ، وَالنَّاسِ: "تَقُولُونَ" بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقٍ "يَسْتَطِيعُونَ" بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتٍ، وَرَجَّحَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمْ ، وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ : "يَقُولُونَ" بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتٍ، "فَمَا تَسْتَطِيعُونَ" بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الضَّمِيرُ فِي "يَسْتَطِيعُونَ" هُوَ لِلْمُشْرِكِينَ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ : "فَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَكَ صَرْفًا"، وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ : "لَقَدْ كَذَّبُوكَ فَمَا يَسْتَطِيعُونَ لَكَ"، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمْ فِي حَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ : "لَكُمْ صَرْفًا" عَلَى جَمْعِ الضَّمِيرِ
و "صَرْفًا" مَعْنَاهُ: رَدُّ التَّكْذِيبِ أَوِ الْعَذَابِ أَوْ مَا اقْتَضَاهُ الْمَعْنَى، بِحَسْبِ الْخِلَافِ الْمُتَقَدِّمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=19وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ قِيلَ: هُوَ خِطَابٌ لِلْكُفَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَالظُّلْمُ هُوَ الشِّرْكُ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُمْ غَيْرَهُ مِنَ الْمَعَاصِي. وَفِي حَرْفِ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيٍّ : "وَمَنْ يَكْذِبْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا أَلِيمًا".