الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطا أمما وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم وظللنا عليهم الغمام وأنـزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون

                                                                                                                                                                                                                                      160 - وقطعناهم وصيرناهم قطعا، أي: فرقا، وميزنا بعضهم من بعض اثنتي عشرة أسباطا كقولك: اثنتي عشرة قبيلة، والأسباط: أولاد الولد، جمع سبط وكانوا اثنتي عشرة قبيلة من اثني عشر ولدا من ولد يعقوب عليه السلام، نعم ، مميز ما عدا العشرة مفرد، فكان ينبغي أن يقال اثني عشر سبطا، لكن المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة ، وكل قبيلة أسباط لا سبط، فوضع أسباط موضع قبيلة أمما بدل من اثنتي عشرة، أي: وقطعناهم أمما; لأن كل أسباط كانت أمة عظيمة، وكل واحدة كانت تؤم خلاف ما تؤمه الأخرى وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجر فضرب [ ص: 612 ] فانبجست فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم هو اسم جمع غير تكسير وظللنا عليكم الغمام وجعلناه ظليلا عليهم في التيه وأنـزلنا عليهم المن والسلوى وقلنا لهم: كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا أي: وما رجع إلينا ضرر ظلمهم بكفرانهم النعم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ولكن كانوا يضرون أنفسهم، ويرجع وبال ظلمهم إليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية