الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      [ ص: 518 ] في ندبة الإمام إلى القتال بجعل قلت : أرأيت إن قال الإمام من يقاتل في موضع كذا فله كذا وكذا ، ومن يقتل من العدو رجلا وجاء برأسه فله كذا وكذا ، أو بعث سرية في وجه من الوجوه فقال ما غنمتم من شيء فلكم نصفه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سمعت مالكا يكره هذا كراهة شديدة ، ويكره أن يقال لهم قاتلوا ولكم كذا وكذا ، ويقول : أكره أن يقاتل أحد على أن يجعل له جعل وكرهه كراهة شديدة أن يسفك دم نفسه على مثل هذا ، وقال مالك : ما نفل رسول الله إلا من بعد ما برد القتال ، فقال : { من قتل قتيلا تقوم له عليه بينة فله سلبه } وفي رسول الله أسوة حسنة " ، فكيف يقال بخلاف ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسن ؟ ولم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك ولا عمل به بعد حنين ، ولو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن ذلك أو أمر به فيما بعد حنين ، كان ذلك أمرا ثابتا قائما ليس لأحد فيه قول ، ثم كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الجيوش ، فلم يبلغنا أنه فعل ذلك ، ثم كان عمر بن الخطاب بعده فلم يبلغنا أيضا أنه فعل ذلك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية