الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6134 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16024سلمة بن كهيل ح وحدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=16024سلمة قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=401جندبا يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=656018قال النبي صلى الله عليه وسلم ولم أسمع أحدا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم غيره فدنوت منه فسمعته يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30571_18692من سمع سمع الله به ومن يرائي يرائي الله به
[ ص: 344 ]
[ ص: 344 ] قوله باب nindex.php?page=treesubj&link=19263_18691_18692الرياء والسمعة ) الرياء بكسر الراء وتخفيف التحتانية والمد وهو مشتق من الرؤية والمراد به إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها والسمعة بضم المهملة وسكون الميم مشتقة من سمع والمراد بها نحو ما في الرياء لكنها تتعلق بحاسة السمع والرياء بحاسة البصر وقال nindex.php?page=showalam&ids=14847الغزالي : المعنى طلب المنزلة في قلوب الناس بأن يريهم الخصال المحمودة والمرائي هو العامل وقال ابن عبد السلام : الرياء أن يعمل لغير الله والسمعة أن يخفي عمله لله ثم يحدث به الناس
قوله : nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى ) هو ابن سعيد القطان . وسفيان في الطريقين هو الثوري والسند الثاني أعلى من الأول ولم يكتف به مع علوه لأن في الرواية الأولى مزايا وهي جلالة القطان وما وقع في سياقه من تصريح سفيان بالتحديث ونسبة سلمة شيخ الثوري وهو سلمة بن كهيل بالتصغير ابن حصين الحضرمي والسند الثاني كله كوفيون
قوله ولم أسمع أحدا يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - غيره وثبت كذلك عند مسلم في رواية وقائل ذلك هو سلمة بن كهيل " ومراده أنه لم يسمع من أحد من الصحابة حديثا مسندا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من nindex.php?page=showalam&ids=401جندب وهو ابن عبد الله البجلي الصحابي المشهور وهو من صغار الصحابة وقال الكرماني : مراده لم يبق من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - حينئذ غيره في ذلك المكان .
قلت احترز بقوله " في ذلك المكان " عمن كان من الصحابة موجودا إذ ذاك بغير المكان الذي كان فيه جندب وليس كذلك فإن جندبا كان بالكوفة إلى أن مات وكان بها في حياة جندب nindex.php?page=showalam&ids=9473أبو جحيفة السوائي وكانت وفاته بعد جندب بست سنين nindex.php?page=showalam&ids=51وعبد الله بن أبي أوفى وكانت وفاته بعد جندب بعشرين سنة وقد روى سلمة عن كل منهما فتعين أن يكون مراده أنه لم يسمع منهما ولا من أحدهما ولا من غيرهما ممن كان موجودا من الصحابة بغير الكوفة بعد أن سمع من جندب الحديث المذكور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا
قوله من سمع ) بفتح المهملة والميم الثقيلة والثانية مثلها ، وقوله " ومن يرائي " بضم التحتية والمد وكسر الهمزة والثانية مثلها وقد ثبتت الياء في آخر كل منهما أما الأولى فللإشباع وأما الثانية فكذلك أو التقدير فإنه يرائي به الله ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن سفيان عند مسلم من يسمع يسمع الله به ومن يراء يراء الله به nindex.php?page=showalam&ids=16418ولابن المبارك في الزهد من nindex.php?page=hadith&LINKID=855640حديث ابن مسعود من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ومن تطاول تعاظما خفضه الله ومن تواضع تخشعا رفعه الله وفي حديث ابن عباس عند [1] وهو عند مسلم في كتاب الزهد والرقاق 53 الحديث 47 الرقم العام : 3986 سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به ووقع عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16933محمد بن جحادة عن سلمة بن كهيل عن جابر في آخر هذا الحديث nindex.php?page=hadith&LINKID=855641ومن كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له لسانين من نار يوم القيامة قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : معناه من عمل عملا على غير إخلاص وإنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه جوزي على ذلك بأن يشهره الله ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه وقيل من قصد بعمله الجاه والمنزلة عند الناس ولم يرد به وجه الله فإن الله يجعله حديثا عند الناس الذين أراد نيل المنزلة عندهم ولا ثواب له في الآخرة ومعنى يرائي يطلعهم على أنه فعل ذلك لهم لا لوجهه ومنه قوله : - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=15من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها - إلى قوله : - nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=16ما كانوا يعملون وقيل المراد من قصد بعمله أن يسمعه الناس ويروه ليعظموه وتعلو منزلته عندهم حصل له ما قصد وكان ذلك جزاءه على عمله ; ولا يثاب عليه في الآخرة وقيل المعنى من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه وسمعه المكروه وقيل المعنى من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله وادعى خيرا لم يصنعه فإن الله يفضحه [ ص: 345 ] ويظهر كذبه وقيل المعنى من يراء الناس بعمله أراه الله ثواب ذلك العمل وحرمه إياه قيل معنى سمع الله به شهره أو ملأ أسماع الناس بسوء الثناء عليه في الدنيا أو في القيامة بما ينطوي عليه من خبث السريرة قلت ورد في عدة أحاديث التصريح بوقوع ذلك في الآخرة فهو المعتمد فعند أحمد والدارمي من nindex.php?page=hadith&LINKID=855642حديث أبي هند الداري رفعه من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمع به ، nindex.php?page=showalam&ids=14687وللطبراني من حديث عوف ، وله من حديث معاذ مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=855643ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رءوس الخلائق يوم القيامة وفي الحديث nindex.php?page=treesubj&link=30517استحباب إخفاء العمل الصالح لكن قد يستحب إظهاره ممن يقتدى به على إرادته الاقتداء به ويقدر ذلك بقدر الحاجة قال ابن عبد السلام : يستثنى من استحباب إخفاء العمل من يظهره ليقتدى به أو لينتفع به ككتابة العلم ومنه حديث سهل الماضي في الجمعة لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي قال الطبري كان ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وجماعة من السلف يتهجدون في مساجدهم ويتظاهرون بمحاسن أعمالهم ليقتدى بهم قال فمن كان إماما يستن بعمله عالما بما لله عليه قاهرا لشيطانه استوى ما ظهر من عمله وما خفي لصحة قصده ومن كان بخلاف ذلك فالإخفاء في حقه أفضل وعلى ذلك جرى عمل السلف فمن الأول حديث حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال nindex.php?page=hadith&LINKID=855644سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا يقرأ ويرفع صوته بالذكر فقال إنه أواب قال فإذا هو المقداد بن الأسود أخرجه الطبري . ومن الثاني حديث الزهري عن أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=855645قام رجل يصلي فجهر بالقراءة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تسمعني وأسمع ربك أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة وسنده حسن