الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      الرجل يحلف يقول أقسم أو أحلف وأشهد أو أعزم ( قلت ) أرأيت إن قال أشهد أن لا أكلم فلانا ( قال ) قال مالك لا شيء عليه وليكلمه ( قال ) ابن القاسم : إلا أن يكون أراد بقوله : أشهد أي أشهد بالله يمينا مثل ما يقول أشهد بالله فهي يمين قلت : أرأيت إن قال أحلف أن لا أكلم فلانا أتكون هذه يمينا في قول مالك ؟ قال : سألت مالكا عن الرجل يقول أقسمت أن لا أفعل كذا وكذا قال مالك : إن كان أراد بقوله أقسمت أي بالله فهي يمين لأن المسلم لا يقسم إلا بالله وإلا فلا شيء عليه . فهذا الذي قال : أحلف أن لا أكلم فلانا إن كان إنما أراد أي أحلف بالله فذلك عليه وهي يمين وإلا فلا شيء عليه ; لأن مالكا قال في قوله : أقسمت إن لم يرد بالله فلا يمين عليه .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن قال : أشهد أن لا أفعل كذا وكذا . أتكون هذه يمينا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا إلا أن يكون أراد أشهد أي أشهد بالله فإن كان أراد بها اليمين فهي يمين قلت : أرأيت إن قال : أعزم أن لا أفعل كذا وكذا . أتكون هذه يمينا في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا وليست بيمين قلت : أرأيت إن قال : أعزم بالله أن لا أفعل كذا وكذا ؟ قال : هذا لا شك فيه أنه يمين عندي قلت : أرأيت إن قال الرجل : أعزم عليك بالله إلا ما أكلت . فأبى أن يأكل أيكون على العازم أو المعزم عليه كفارة في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لم أسمع من مالك فيه شيئا إلا أني لا [ ص: 581 ] أرى على كل واحد منهما شيئا . قال : لأن هذا بمنزلة قوله : أسألك بالله لتفعلن كذا وكذا . فيأبى فلا شيء على واحد منهما .

                                                                                                                                                                                      قال ابن مهدي عن إسرائيل عن جابر عن رجل عن محمد بن الحنفية . قال : إذا أقسم الرجل ولم يذكر الله فليس بشيء حتى يذكر الله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن قال : أقسمت وحلفت ليستا بيمين حتى يحلف يقول بالله . قال ابن مهدي عن إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم قال : إذا قال : أقسمت عليك فليس بشيء وإذا قال الرجل : أقسمت بالله فهي يمين يكفرها .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يرى القسم يمينا يكفرها إذا حنث .

                                                                                                                                                                                      قال ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن القاسم بن محمد مثله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن سفيان بن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله { وأقسموا بالله جهد أيمانهم } . قال : هي يمين .

                                                                                                                                                                                      قال ابن مهدي عن يزيد بن إبراهيم قال : سمعت الحسن سئل عن رجل قال : أشهد أن لا أفعل كذا وكذا قال : ليس بيمين .

                                                                                                                                                                                      قال ابن مهدي عن همام عن قتادة أنه قال في أشهد قال : أرجو أن لا تكون يمينا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية