الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري

                                                                                                                                                                                                أراد بالقوم المفتونين : الذين خلفهم مع هارون ، وكانوا ستمائة ألف ، ما نجا من عبادة العجل منهم إلا اثنا عشر ألفا .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : في القصة أنهم أقاموا بعد مفارقته عشرين ليلة ، وحسبوها أربعين مع أيامها ، وقالوا : قد أكملنا العدة ، ثم كان أمر العجل بعد ذلك ، فكيف التوفيق بين هذا وبين قوله تعالى لموسى عند مقدمه : " إنا قد فتنا قومك " ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : قد أخبر الله تعالى- عن الفتنة المترقبة ، بلفظ الموجودة الكائنة على عادته ، أو افترص السامري غيبته ، فعزم على إضلالهم غب انطلاقه ، وأخذ في تدبير ذلك ، فكان بدء الفتنة موجودا ، قرئ : وأضلهم السامري ، أي : هو أشدهم ضلالا ؛ لأنه ضال مضل ، وهو منسوب إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها : السامرة ، وقيل : السامرة قوم من اليهود يخالفونهم في بعض دينهم ، وقيل : كان من أهل باجرما ، وقيل : كان علجا من كرمان ، واسمه : موسى بن ظفر ، وكان منافقا قد أظهر الإسلام ، وكان من قوم يعبدون البقر .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية