الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1850 ) فصل : ويخرص النخل والكرم ; لما روينا من الأثر فيهما ، ولم يسمع بالخرص في غيرهما ، فلا يخرص الزرع في سنبله . وبهذا قال عطاء ، والزهري ، ومالك ; لأن الشرع لم يرد بالخرص فيه ، ولا هو في معنى المنصوص عليه ، لأن ثمرة النخل والكرم تؤكل رطبا ، فيخرص على أهله للتوسعة عليهم ، ليخلي بينهم وبين أكل الثمرة والتصرف فيها ، ثم يؤدون الزكاة منها على ما خرص ، ولأن ثمرة الكرم والنخل ظاهرة مجتمعة ، فخرصها أسهل من خرص غيرها ، وما عداهما فلا يخرص .

                                                                                                                                            وإنما على أهله فيه الأمانة إذا صار مصفى يابسا ، ولا بأس أن يأكلوا منه [ ص: 304 ] ما جرت العادة بأكله ، ولا يحتسب عليهم . وسئل أحمد عما يأكل أرباب الزروع من الفريك ؟ قال : لا بأس به أن يأكل منه صاحبه ما يحتاج إليه . وذلك لأن العادة جارية به ، فأشبه ما يأكله أرباب الثمار من ثمارهم ، فإذا صفي الحب أخرج زكاة الموجود كله ، ولم يترك منه شيء ; لأنه إنما ترك لهم في الثمرة شيء لكون النفوس تتوق إلى أكلها رطبة ، والعادة جارية به ، وفي الزرع إنما يؤكل شيء يسير ، لا وقع له .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية