الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين

                                                                                                                                                                                                أي : وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من أصناف الخلائق مشحونة بضروب البدائع والعجائب ، كما تسوي الجبابرة سقوفهم وفرشهم وسائر زخارفهم ، للهو واللعب ؛ وإنما سويناها للفوائد الدينية والحكم الربانية ؛ لتكون مطارح افتكار واعتبار واستدلال ونظر لعبادنا ، مع ما يتعلق لهم بها من المنافع التي لا تعد والمرافق التي لا تحصى ، ثم بين أن السبب في ترك اتخاذ اللهو واللعب وانتفائه عن أفعالي : هو أن الحكمة صارفة عنه ، وإلا فأنا قادر على اتخاذه إن كنت فاعلا ؛ لأني على كل شيء قدير ، وقوله : لاتخذناه من لدنا ، كقوله : رزقا من لدنا أي : من جهة قدرتنا ، وقيل : اللهو : الولد بلغة اليمن ، وقيل : المرأة ، وقيل من لدنا ، أي : من الملائكة لا من الإنس ، ردا لولادة المسيح وعزير .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية