nindex.php?page=treesubj&link=28993_29680_29723_30387_30495_30503_34134nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=14إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد nindex.php?page=treesubj&link=28993_20002_29677_30612nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=15من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ
هذا كلام قد دخله اختصار ، والمعنى : إن الله ناصر رسوله في الدنيا والآخرة ، فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه أن الله يفعل خلاف ذلك ويطمع فيه ، ويغيظه أنه يظفر بمطلوبه ، فليستقص وسعه وليستفرغ مجهوده في إزالة ما يغيظه ، بأن يفعل ما يفعل من بلغ
[ ص: 181 ] منه الغيظ كل مبلغ حتى مد حبلا إلى سماء بيته فاختنق ، فلينظر وليصور في نفسه أنه إن فعل ذلك هل يذهب نصر الله الذي يغيظه ؟ وسمي الاختناق قطعا ؛ لأن المختنق يقطع نفسه بحبس مجاريه ، ومنه قيل للبهر : القطع ، وسمي فعله كيدا ؛ لأنه وضعه موضع الكيد ؛ حيث لم يقدر على غيره ، أو على سبيل الاستهزاء ؛ لأنه لم يكد به محسوده إنما كاد به نفسه ، والمراد : ليس في يده إلا ما ليس بمذهب لما يغيظه ، وقيل : فليمدد بحبل إلى السماء المظلة ، وليصعد عليه فليقطع الوحي أو ينزل عليه ، وقيل : كان قوم من المسلمين لشدة غيظهم وحنقهم على المشركين يستبطؤون ما وعد الله رسوله من النصر ، وآخرون من المشركين يريدون اتباعه ويخشون أن لا يثبت أمره ؛ فنزلت ، وقد فسر النصر : بالرزق ، وقيل : معناه : أن الأرزاق بيد الله ، لا تنال إلا بمشيئته ولا بد للعبد من الرضا بقسمته ، فمن ظن أن الله غير رازقه وليس به صبر واستسلام ، فليبلغ غاية الجزع وهو الاختناق ؛ فإن ذلك لا يقلب القسمة ولا يرده مرزوقا .
nindex.php?page=treesubj&link=28993_29680_29723_30387_30495_30503_34134nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=14إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ nindex.php?page=treesubj&link=28993_20002_29677_30612nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=15مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ
هَذَا كَلَامٌ قَدْ دَخَلَهُ اخْتِصَارٌ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّ اللَّهَ نَاصِرٌ رَسُولَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَمَنْ كَانَ يَظُنُّ مِنْ حَاسِدِيهِ وَأَعَادِيهِ أَنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ خِلَافَ ذَلِكَ وَيَطْمَعُ فِيهِ ، وَيَغِيظُهُ أَنَّهُ يَظْفَرُ بِمَطْلُوبِهِ ، فَلْيَسْتَقْصِ وُسْعَهُ وَلْيَسْتَفْرِغْ مَجْهُودَهُ فِي إِزَالَةِ مَا يَغِيظُهُ ، بِأَنْ يَفْعَلَ مَا يَفْعَلُ مَنْ بَلَغَ
[ ص: 181 ] مِنْهُ الْغَيْظُ كُلَّ مَبْلَغٍ حَتَّى مَدَّ حَبْلًا إِلَى سَمَاءِ بَيْتِهِ فَاخْتَنَقَ ، فَلْيَنْظُرْ وَلِيُصَوِّرْ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ إِنْ فَعَلَ ذَلِكَ هَلْ يَذْهَبُ نَصْرُ اللَّهِ الَّذِي يَغِيظُهُ ؟ وَسُمِّيَ الِاخْتِنَاقُ قَطْعًا ؛ لِأَنَّ الْمُخْتَنِقَ يَقْطَعُ نَفَسَهُ بِحَبْسِ مَجَارِيهِ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلْبَهْرِ : الْقَطْعُ ، وَسُمِّيَ فِعْلُهُ كَيْدًا ؛ لِأَنَّهُ وَضَعَهُ مَوْضِعَ الْكَيْدِ ؛ حَيْثُ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى غَيْرِهِ ، أَوْ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُكِدْ بِهِ مَحْسُودَهُ إِنَّمَا كَادَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَالْمُرَادُ : لَيْسَ فِي يَدِهِ إِلَّا مَا لَيْسَ بِمُذْهِبٍ لِمَا يَغِيظُهُ ، وَقِيلَ : فَلْيَمْدُدْ بِحَبْلٍ إِلَى السَّمَاءِ الْمُظِلَّةِ ، وَلْيَصْعَدْ عَلَيْهِ فَلْيَقْطَعِ الْوَحْيَ أَوْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ ، وَقِيلَ : كَانَ قَوْمٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِشِدَّةِ غَيْظِهِمْ وَحَنَقِهِمْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ يَسْتَبْطِؤُونَ مَا وَعَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ مِنَ النَّصْرِ ، وَآخَرُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُرِيدُونَ اتِّبَاعَهُ وَيَخْشَوْنَ أَنْ لَا يَثْبُتَ أَمْرُهُ ؛ فَنَزَلَتْ ، وَقَدْ فُسِّرَ النَّصْرُ : بِالرِّزْقِ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ : أَنَّ الْأَرْزَاقَ بِيَدِ اللَّهِ ، لَا تُنَالُ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنَ الرِّضَا بِقِسْمَتِهِ ، فَمَنْ ظَنَّ أَنَّ اللَّهَ غَيْرُ رَازِقِهِ وَلَيْسَ بِهِ صَبْرٌ وَاسْتِسْلَامٌ ، فَلْيَبْلُغْ غَايَةَ الْجَزَعِ وَهُوَ الِاخْتِنَاقُ ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَقْلِبُ الْقِسْمَةَ وَلَا يَرُدُّهُ مَرْزُوقًا .