الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

                                                                                                                                                                                                "قليل " : صفة للزمان ، كقديم وحديث ، في قولك : ما رأيته قديما ولا حديثا ، وفي معناه : عن قريب ، و " ما " : توكيد قلة المدة وقصرها ، "الصيحة " : صيحة جبريل -عليه السلام - : صاح عليهم فدمرهم ، "بالحق " : بالوجوب ؛ لأنهم قد استوجبوا الهلاك ، أو بالعدل من الله ، من قولك : فلان يقضي بالحق إذا كان عادلا في قضاياه : شبههم في دمارهم بالغثاء ، وهو : حميل السيل مما بلي واسود من العيدان والورق ؛ ومنه قوله تعالى : فجعله غثاء أحوى [الأعلى : 5 ] ، وقد جاء مشددا في قول امرئ القيس [من الطويل ] :


                                                                                                                                                                                                من السيل والغثاء فلكة مغزل



                                                                                                                                                                                                [ ص: 232 ] بعدا ، وسحقا ، ودفرا ، ونحوها ؛ مصادر موضوعة مواضع أفعالها ، وهي من جملة المصادر التي قال سيبويه : نصبت بأفعال لا يستعمل إظهارها ، ومعنى "بعدا " : بعدوا ، أي : هلكوا ، يقال : بعد بعدا وبعدا ، نحو : رشد رشدا ورشدا ، و للقوم الظالمين : بيان لمن دعي عليه بالبعد ؛ نحو : هيت لك [يوسف : 23 ] ، و لما توعدون .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية