الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا

                                                                                                                                                                                                أساطير الأولين ما سطره المتقدمون من نحو أحاديث رستم واسفنديار ، جمع : أسطار أو أسطورة كأحدوثة "اكتتبها" كتبها لنفسه وأخذها ، كما تقول : استكب الماء واصطبه : إذا سكبه وصبه لنفسه وأخذه . وقرئ : "اكتتبها" على البناء للمفعول . والمعنى : اكتتبها كاتب له ؛ لأنه كان أميا لا يكتب بيده ، وذلك من تمام إعجازه ، ثم حذفت اللام فأفضى الفعل إلى الضمير فصار اكتتبها إياه كاتب ، كقوله : واختار موسى قومه [الأعراف : 155 ] ثم بني الفعل للضمير الذي هو إياه فانقلب مرفوعا مستترا بعد أن كان بارزا منصوبا ، وبقي ضمير الأساطير على حاله ، فصار "اكتتبها" كما ترى . فإن قلت : كيف قيل : اكتتبها فهي تملى عليه وإنما يقال : أمليت عليه فهو يكتتبها ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أراد اكتتابها أو طلبه فهي تملى عليه . أو كتبت له وهو أمي فهي تملى عليه : أي تلقى عليه من كتابه يتحفظها ؛ لأن صورة الإلقاء على الحافظ كصورة الإلقاء على الكاتب . وعن الحسن : أنه قول الله سبحانه يكذبهم وإنما يستقيم أن لو فتحت الهمزة للاستفهام الذي في معنى الإنكار ؛ ووجهه أن يكون نحو قوله [من المنسرح ] :


                                                                                                                                                                                                أفرح أن أرزأ الكرام وأن أورث ذودا شصائصا نبلا



                                                                                                                                                                                                [ ص: 333 ] وحق الحسن أن يقف على الأولين بكرة وأصيلا أي دائما ، أو في الخفية قبل أن ينتشر الناس . وحين يأوون إلى مساكنهم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية