الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا

                                                                                                                                                                                                مثال إلا من شاء الله والمراد : إلا فعل من شاء واستثنائه عن الأجر قول ذي شفقة عليك قد سعى لك في تحصيل مال : ما أطلب منك ثوابا على ما سعيت إلا أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب ، ولكن صوره هو بصورة الثواب وسماه باسمه ، فأفاد فائدتين ، إحداهما : قلع شبهة الطمع في الثواب من أصله ، كأنه يقول لك : إن كان حفظك لمالك ثوابا فإني أطلب الثواب ، والثانية : إظهار الشفقة البالغة وأنك إن حفظت مالك : اعتد بحفظك ثوابا ورضي به كما يرضى المثاب بالثواب . ولعمري إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان مع المبعوث إليهم بهذا الصدد وفوقه . ومعنى اتخاذهم إلى الله سبيلا : تقربهم إليه وطلبهم عنده الزلفى بالإيمان والطاعة . وقيل : المراد التقرب بالصدقة والنفقة في سبيل الله .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية