الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      كذلك نسلكه في قلوب المجرمين

                                                                                                                                                                                                                                      كذلك إشارة إلى ما دل عليه الكلام السابق من إلقاء الوحي مقرونا بالاستهزاء، أي: مثل ذلك السلك الذي سلكناه في قلوب أولئك المستهزئين برسلهم، وبما جاءوا به من الكتب نسلكه أي: الذكر في قلوب المجرمين أي: أهل مكة ، أو جنس المجرمين. فيدخلون فيه دخولا أوليا، ومحله النصب على أنه نعت لمصدر محذوف، أو حال منه، أي: نسلكه سلكا مثل ذلك السلك، أو نسلك السلك حال كونه مثله، أي: مقرونا بالاستهزاء غير مقبول لما تقضيه الحكمة، فإنهم من أهل الخذلان ليس لهم استحقاق لقبول الحق، وصيغة المضارع لكون المشبه به مقدرا في الوجود، وهو السلك الواقع في الأمم السالفة، أو للدلالة على استحضار الصورة. والسلك: إدخال الشيء في آخر. يقال: سلكت الخيط في الإبرة [ ص: 70 ] والرمح في المطعون.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية