الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( 2287 ) مسألة : قال : ( ويتطيب ) وجملة ذلك أنه يستحب لمن أراد الإحرام أن يتطيب في بدنه خاصة ، ولا فرق بين ما يبقى عينه كالمسك والغالية ، أو أثره كالعود والبخور وماء الورد . هذا قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=14وابن الزبير ، nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ، وعائشة ، وأم حبيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=33ومعاوية .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية ، nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري ، nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة ، والقاسم ، والشعبي ، nindex.php?page=showalam&ids=16484وابن جريج . وكان nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء يكره ذلك وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . وروي ذلك عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر رضي الله عنهم . واحتج nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بما روى nindex.php?page=showalam&ids=120يعلى بن أمية ، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، { nindex.php?page=hadith&LINKID=29325كيف ترى في رجل أحرم بعمرة ، وهو متضمخ بطيب ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم . يعني ساعة . ثم قال : اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات وانزع عنك الجبة ، واصنع في عمرتك ما تصنع في حجتك } . متفق عليه . ولأنه يمنع من ابتدائه ، فمنع استدامته كاللبس . ولنا ، قول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=1142كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت . قالت : وكأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم } . متفق عليه . وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=119030طيبته [ ص: 121 ] بأطيب الطيب . وقالت بطيب فيه مسك } . وفي لفظ nindex.php?page=showalam&ids=15395للنسائي : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27137كأني أنظر إلى وبيص طيب المسك في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم . } وحديثهم في بعض ألفاظه : عليه جبة بها أثر خلوق . رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم . وفي بعضها : وهو متضمخ بالخلوق . وفي بعضها : عليه درع من زعفران . وهذه الألفاظ تدل على أن طيب الرجل كان من الزعفران ، وهو منهي عنه للرجال في غير الإحرام ، ففيه أولى
. وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم { nindex.php?page=hadith&LINKID=38039نهى أن يتزعفر الرجل } . ولأن حديثهم في سنة ثمان ، وحديثنا في سنة عشر . قال nindex.php?page=showalam&ids=16484ابن جريج : كان شأن صاحب الجبة قبل حجة الوداع . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لا خلاف بين جماعة أهل العلم بالسير والآثار ، أن قصة صاحب الجبة كانت عام حنين ، بالجعرانة سنة ثمان ، وحديث عائشة في حجة الوداع سنة عشر ، فعند ذلك إن قدر التعارض ، فحديثنا ناسخ لحديثهم . فإن قيل : فقد روى محمد بن المنتشر ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ينهى عن nindex.php?page=treesubj&link=3422الطيب عند الإحرام ، فقال : لأن أطلى بالقطران أحب إلى من ذلك . قلنا تمام الحديث ، قال : فذكرت ذلك nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة ، فقالت : يرحم الله nindex.php?page=showalam&ids=12أبا عبد الرحمن ، قد { nindex.php?page=hadith&LINKID=29180كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطوف في نسائه ، ثم يصبح ينضح طيبا } .
فإذا صار الخبر حجة على من احتج به ، فإن فعل النبي صلى الله عليه وسلم حجة على nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر وغيره ، وقياسهم يبطل بالنكاح ، فإنه يمنع ابتداءه دون استدامته .