الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون

                                                                                                                                                                                                "سننظر" من النظر الذي هو التأمل والتصفح . وأراد : أصدقت أم كذبت ، إلا أن كنت من الكاذبين أبلغ ، لأنه إذا كان معروفا بالانخراط في سلك الكاذبين كان كاذبا لا محالة ، وإذا كان كاذبا اتهم بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به ، تول عنهم تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه ، ليكون ما يقولونه بمسمع منك . و "يرجعون" من قوله تعالى : يرجع بعضهم إلى بعض القول فيقال : دخل عليها من كوة فألقى الكتاب إليها وتوارى في الكوة . فإن قلت : لم قال : فألقه إليهم ، على لفظ الجمع ؟ قلت : لأنه قال : وجدتها وقومها يسجدون للشمس ، فقال : فألقه إلى الذين هذا دينهم ، اهتماما منه بأمر الدين ، واشتغالا به عن غيره . وبني الخطاب في الكتاب على لفظ الجمع لذلك .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية