[ ص: 154 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908_19860_29680_30384_30386_33678nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15قل أذلك خير أم جنة الخلد [15]
كما حكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه عن
العرب: الشقاء أحب إليك أم السعادة، وقد علم أن السعادة أحب إليه، وقيل: هذا للتنبيه، وقيل: المعنى أذلك خير على غير تأويل من، كما يقال: عنده خير. وهذا قول حسن، كما قال :
فشركما لخيركما الفداء
وفي الآية قول ثالث وهو أن الكوفيين يجيزون العسل أحلى من الخل، وهذا قول مردود لأن معنى: فلان خير من فلان، أنه أكثر خيرا منه ولا حلاوة في الخل، ولا يجوز أن تقول: النصراني خير من اليهودي لأنه لا خير فيهما فيكون أحدهما أزيد في الخير من الآخر، ولكن يقال: اليهودي شر من النصراني فعلى هذا كلام العرب .
[ ص: 154 ] nindex.php?page=treesubj&link=28908_19860_29680_30384_30386_33678nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=15قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ [15]
كَمَا حَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ عَنِ
الْعَرَبِ: الشَّقَاءُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ السَّعَادَةُ، وَقَدْ عُلِمَ أَنَّ السَّعَادَةَ أَحَبُّ إِلَيْهِ، وَقِيلَ: هَذَا لِلتَّنْبِيهِ، وَقِيلَ: الْمَعْنَى أَذَلِكَ خَيْرٌ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلٍ مِنْ، كَمَا يُقَالُ: عِنْدَهُ خَيْرٌ. وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ، كَمَا قَالَ :
فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الْفِدَاءُ
وَفِي الْآيَةِ قَوْلٌ ثَالِثٌ وَهُوَ أَنَّ الْكُوفِيِّينَ يُجِيزُونَ الْعَسَلَ أَحْلَى مِنَ الْخَلِّ، وَهَذَا قَوْلٌ مَرْدُودٌ لِأَّنَ مَعْنَى: فُلَانٌ خَيْرٌ مِنْ فُلَانٍ، أَنَّهُ أَكْثَرُ خَيْرًا مِنْهُ وَلَا حَلَاوَةَ فِي الْخَلِّ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَقُولَ: النَّصْرَانِيُّ خَيْرٌ مِنَ الْيَهُودِيِّ لِأَنَّهُ لَا خَيْرَ فِيهِمَا فَيَكُونُ أَحَدُهُمَا أَزْيَدَ فِي الْخَيْرِ مِنَ الْآخَرِ، وَلَكِنْ يُقَالُ: الْيَهُودِيُّ شَرٌّ مِنَ النَّصْرَانِيِّ فَعَلَى هَذَا كَلَامُ الْعَرَبِ .