الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب الكفار يحاصرون فينزلون على حكم رجل من المسلمين nindex.php?page=treesubj&link=24939_24940 [ ص: 62 ] ( عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد : { nindex.php?page=hadith&LINKID=2479أن أهل قريظة نزلوا على حكم nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى nindex.php?page=showalam&ids=37سعد فأتاه على حمار ، فلما دنا قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوموا إلى سيدكم - أو - خيركم ، فقعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن هؤلاء نزلوا على حكمك ، قال : فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ، فقال : لقد حكمت بما حكم به الملك وفي لفظ قضيت بحكم الله عز وجل } متفق عليه ) .
قوله : ( قوموا إلى سيدكم ) قد اختلف : هل المخاطب بهذا الخطاب الأنصار خاصة أم هم وغيرهم ؟ وقد بين ذلك صاحب الفتح في كتاب الاستئذان
قوله : ( فإني أحكم ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري فيهم ، وفي رواية له أخرى " فيه " أي في هذا الأمر
قوله : ( بما حكم به الملك ) بكسر اللام ، وفي رواية { nindex.php?page=hadith&LINKID=32566لقد حكمت اليوم فيهم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سموات } وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عند ابن عائذ فقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=13221احكم فيهم يا nindex.php?page=showalam&ids=37سعد ، فقال : الله ورسوله أحق بالحكم ، قال : قد أمرك الله أن تحكم فيهم } وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة " والأرقعة بالقاف جمع رقيع : وهو من أسماء السماء سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم ، وهذا كله يدفع ما وقع عند الكرماني بحكم الملك بفتح اللام ، وفسره بجبريل لأنه الذي كان ينزل بالأحكام .
قال السهيلي : من فوق سبع سموات معناه أن الحكم نزل من فوق ، قال : ومثله قول nindex.php?page=showalam&ids=15953زينب بنت جحش : زوجني الله من نبيه من فوق سبع سموات : أي نزل تزويجها من فوق . قال : ولا يستحيل وصفه تعالى بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضي إلى التشبيه .
وفي الحديث دليل على أنه يجوز nindex.php?page=treesubj&link=24942_24940نزول العدو على حكم رجل من المسلمين ويلزمهم ما حكم به عليهم من قتل وأسر واسترقاق . وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أن بني قريظة لما نزلوا على حكم nindex.php?page=showalam&ids=37سعد جلسوا في دار بنت الحارث .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=11822أبي الأسود عن عروة في دار nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد . ويجمع بينهما بأنهم جعلوا في البيتين . ووقع في حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عند ابن عائذ التصريح بأنهم جعلوا في بيتين . قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : فخندقوا لهم خنادق فضربت أعناقهم ، فجرى الدم في الخندق وقسم أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين ، وأسهم للخيل ، فكان أول يوم وقعت فيه السهمان لها . وعند ابن سعد من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=15771حميد بن هلال أن nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ حكم أيضا [ ص: 63 ] أن تكون دورهم للمهاجرين دون الأنصار فلامه الأنصار ، فقال : إني أحببت أن يستغنوا عن دوركم .
واختلف في عدتهم ، فعند nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أنهم كانوا ست مائة ، وبه جزم nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر في ترجمة nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ . وعند ابن عائذ من مرسل nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة كانوا سبعمائة . قال السهيلي : المكثر يقول : إنهم ما بين الثمانمائة إلى السبعمائة .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر عند الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان بإسناد صحيح أنهم كانوا أربعمائة مقاتل ، فيجمع بأن الباقين كانوا أتباعا . وقد حكى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق أنه قيل إنهم كانوا تسعمائة .