الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : ولقد أخذناهم بالعذاب استئناف مسوق للاستشهاد على مضمون الشرطية ، والمراد بالعذاب : ما نالهم يوم بدر من القتل والأسر ، وما أصابهم من فنون العذاب التي من جملتها القحط المذكور . واللام جواب قسم محذوف ، أي : وبالله لقد أخذناهم بالعذاب . فما استكانوا لربهم بذلك ، أي : لم يخضعوا ولم يتذللوا على أنه إما استفعال من الكون لأن الخاضع ينتقل من كون إلى كون ، أو افتعال من السكون قد أشبعت فتحته كمنتزاح في منتزح ، بل أقاموا على ما كانوا عليه من العتو والاستكبار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وما يتضرعون اعتراض مقرر لمضمون ما قبله ، أي : وليس من عادتهم التضرع إليه تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية