الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        واذكر عبدنا أيوب [41]

                                                                                                                                                                                                                                        على البدل إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب وقرأ عيسى بن عمر (إني) بكسر الهمزة. قال الفراء : واجتمعت القراء على أن قرؤوا "بنصب" بضم النون والتخفيف. وهذا غلط ويعد مناقضة أيضا؛ لأنه قال: اجتمعت القراء على هذا، وحكى بعده أنهم ذكروا عن يزيد بن القعقاع أنه قرأ (بنصب) بفتح النون والصاد [فغلط على أبي جعفر ، وإنما قرأ أبو جعفر [ ص: 465 ] (بنصب) بضم النون والصاد]، كذا حكاه أبو عبيد وغيره، وهو يروى عن الحسن فأما (بنصب) فهو قراءة عاصم الجحدري ويعقوب الحضرمي، وقد رويت هذه القراءة أيضا عن الحسن ، وقد حكي (بنصب). وهذا كله عند أكثر النحويين بمعنى النصب. فنصب ونصب كحزن وحزن، وقد يجوز أن يكون نصب جمع نصب كوثن ووثن، ويجوز أن يكون نصب بمعنى نصب حذفت منه الضمة، فأما وما ذبح على النصب فقيل: إنه جمع نصاب ونصب على أصل المصدر. وقد قيل في معنى "مسني الشيطان بنصب وعذاب" أنه ما يلحقه من وسوسته لا غير، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية