الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3997 [ ص: 175 ] باب: تسمية المولود بإبراهيم

                                                                                                                              وقال النووي : ( باب استحباب تحنيك المولود. إلى آخره). وقد تقدم.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 125 جـ 14 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ ( عن أبي موسى ) رضي الله عنه؛ (قال: ولد لي غلام، فأتيت به النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم، فسماه إبراهيم . وحنكه بتمرة ).

                                                                                                                              زاد البخاري : "ودعا له بالبركة، ودفعه إلي. وكان أكبر ولد أبي موسى" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              وأشار بذلك: إلى الرد على من كره ذلك. كما روي عن عمر: أنه أراد تغيير أسماء أولاد طلحة، وكان سماهم بأسماء الأنبياء.

                                                                                                                              وأخرج البخاري في "الأدب المفرد"، في مثل ترجمة هذا الباب: حديث يوسف بن عبد الله بن سلام؛ "قال: سماني النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: يوسف. الحديث". وسنده صحيح. وأخرجه الترمذي، في "الشمائل". وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح، عن سعيد بن المسيب: "قال: أحب الأسماء إليه: أسماء الأنبياء". كذا في: "الجوائز والصلات".

                                                                                                                              وفيه: استحباب التحنيك. وقد سبق.

                                                                                                                              وفيه: جواز التسمية يوم الولادة، وجوازها بأسماء الأنبياء عليهم السلام. وعليه الجمهور.

                                                                                                                              [ ص: 176 ] وفيه: أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "أحب الأسماء إلى الله تعالى: عبد الله، وعبد الرحمن": ليس بمانع من التسمية بغيرهما.

                                                                                                                              ولهذا سمى ابن أبي أسيد: "المنذر"، كما سيأتي. وذكر في "الجوائز والصلات": أسماء الأنبياء، الواردة في القرآن الكريم. وهي: آدم، وموسى، وعيسى، وسليمان، وإبراهيم، وإسماعيل، ويعقوب، وإسحاق، وهارون، وداود، ونوح، وزكريا، ويحيى، وأيوب، ويونس، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، ويوسف، وإدريس، وذو الكفل، واليسع، وعزير، وإلياس، ومحمد "صلى الله عليه وآله وسلم". وهذه: ستة وعشرون أسامي، ورد بها الكتاب العزيز. وأما الذين ذكرهم أهل العلم على اختلاف في نبوتهم: فلم نذكرهم، لعدم القطع بهم.

                                                                                                                              وأولهم: آدم. وآخرهم وأفضلهم: محمد، صلى الله عليه وآله وسلم. قال ابن عنقاء المكي في "غرر الدرر": أول أنبياء بني إسرائيل: يوسف، عليه السلام. لأن إسرائيل هو "يعقوب". وآخرهم: عيسى ابن مريم.

                                                                                                                              وأهل الشرائع منهم: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد. والخمسة غير آدم: هم أولو العزم؛ على الصحيح. قال: وهم أفضل الرسل مطلقا. وأفضلهم: محمد المصطفى، المبعوث [ ص: 177 ] بالحنيفية السمحة السهلة البيضاء، المنعوت بجميل الخلق وعظيم الخلق. صلى الله عليه وآله وسلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية