الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون كانت لهم جزاء ومصيرا

                                                                                                                                                                                                                                      قل تقريعا لهم وتهكما بهم وتحسيرا على ما فاتهم أذلك إشارة إلى ما ذكر من السعير باعتبار اتصافها بما فصل من الأحوال الهائلة ، وما فيه من معنى البعد للإشعار بكونها في الغاية القاصية من الهول والفظاعة ، أي : قل لهم أذلك الذي ذكر من السعير التي أعتدت لمن كذب بالساعة وشأنها كيت وكيت وشأن أهلها ذيت وذيت .

                                                                                                                                                                                                                                      خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون أي : وعدها المتقون ، وإضافة الجنة إلى الخلد للمدح ، وقيل : للتمييز عن جنات الدنيا ، والمراد : بالمتقين المتصفون بمطلق التقوى لا بالمرتبة الثانية ولا الثالثة منها فقط .

                                                                                                                                                                                                                                      كانت تلك الجنة لهم في علم الله تعالى ، أو في اللوح المحفوظ ، أو لأن ما وعده الله تعالى فهو كائن لا محالة فحكي تحققه ووقوعه جزاء على أعمالهم حسبما مر من الوعد الكريم ومصيرا ينقلبون إليه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية