الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4032 [ ص: 236 ] باب: السلام على الغلمان

                                                                                                                              وقال النووي: (باب استحباب السلام، على الصبيان) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص149 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [(عن سيار؛ قال: كنت أمشي مع ثابت البناني، فمر بصبيان فسلم عليهم. فحدث ثابت: أنه كان يمشي مع أنس، فمر بصبيان فسلم عليهم. وحدث أنس: "أنه كان يمشي مع رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم فمر بصبيان فسلم عليهم) . وفي رواية أخرى عنه، عند مسلم؛ بلفظ: "أن رسول الله، صلى الله عليه" وآله "وسلم مر على غلمان لهم فسلم عليهم" ] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              "الغلمان": هم "الصبيان" بكسر الصاد، على المشهور. وبضمها.

                                                                                                                              وفيه استحباب السلام، على المميزين منهم. والندب إلى التواضع، وبذل السلام للناس كلهم. وبيان حسن خلقه، صلى الله عليه وآله وسلم. وكمال شفقته على العالمين. وتواضعه للمسلمين، وأطفالهم.

                                                                                                                              [ ص: 237 ] قال النووي: اتفق العلماء: على استحباب السلام على الصبيان. ولو سلم على رجال وصبيان، فرد السلام صبي منهم: يسقط فرض الرد عن الرجال. قال: وهو الأصح. ومثله صلاة الجنازة؛ يسقط فرضها بصلاة الصبي على الأصح. ونص عليه الشافعي. ولو سلم الصبي على رجل؛ لزم الرجل رد السلام. هذا هو الصواب، الذي أطبق عليه الجمهور. وقال بعضهم: لا يجب. وهو ضعيف، أو غلط.

                                                                                                                              وأما النساء؛ فإن كن جميعا: سلم عليهن. وإن كانت واحدة؛ سلم عليها النساء، وزوجها، وسيدها، ومحرمها. سواء كانت جميلة أو غيرها.

                                                                                                                              وأما الأجنبي، فإن كانت عجوزا لا تشتهى: استحب له السلام عليها: واستحب لها السلام عليه. ومن سلم منهما؛ لزم الأخر رد السلام عليه. وإن كانت شابة، أو عجوزة تشتهى: لم يسلم عليها الأجنبي. ولم تسلم عليه. ومن سلم منهما؛ لم يستحق جوابا. ويكره: رد جوابه. قال: هذا مذهبنا ومذهب الجمهور. وقال ربيعة: لا يسلم الرجال على النساء، ولا النساء على الرجال. وهذا غلط. وقال الكوفيون: لا يسلم الرجال على النساء؛ إذا لم يكن فيهن [ ص: 238 ] محرم. والله أعلم. انتهى.




                                                                                                                              الخدمات العلمية