الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

                                                                                                                                                                                                                                      وعباد الرحمن كلام مستأنف مسوق لبيان أوصاف خلص عباد الرحمن وأحوالهم الدنيوية والأخروية بعد بيان حال النافرين عن عبادته والسجود له ، والإضافة للتشريف ، وهو مبتدأ خبره ما بعده من الموصول ، وما عطف عليه ، وقيل : هو ما في آخر السورة الكريمة من الجملة المصدرة الإشارة . وقرئ : عباد الرحمن ، أي : عباده المقبولون .

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يمشون على الأرض هونا أي : بسكينة وتواضع ، و"هونا" مصدر وصف به ، ونصبه إما على أنه حال من فاعل "يمشون" ، أو على أنه نعت لمصدره ، أي : يمشون هينين ليني الجانب من غير فظاظة ، أو مشيا هينا .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وإذا خاطبهم الجاهلون أي : السفهاء كما في قول من قال :


                                                                                                                                                                                                                                      ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلين



                                                                                                                                                                                                                                      قالوا سلاما بيان لحالهم في المعاملة مع غيرهم إثر بيان حالهم في أنفسهم ، أي : إذا خاطبوهم بالسوء قالوا تسليما منكم ومتاركة لا خير بيننا وبينكم شر ، وقيل : سدادا من القول يسلمون به من الأذية والإثم وليس فيه تعرض لمعاملتهم مع الكفرة حتى يقال نسختها آية القتال كما نقل عن أبي العالية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية