4663 كتاب المرض والطب
باب: ما يصيب المؤمن، من الوجع والمرض
وقال النووي: (باب ثواب المؤمن؛ فيما يصيبه من مرض، أو حزن، أو نحو ذلك. حتى الشوكة يشاكها) .
[ ص: 315 ] (حديث الباب)
وهو بصحيح مسلم \النووي، ص127 ج16، المطبعة المصرية
[عن عبد الله؛ قال: "ما من مسلم، يصيبه أذى: من مرض، فما سواه؛ إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها" ]. دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوعك. فمسسته بيدي. فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل. إني أوعك، كما يوعك رجلان منكم" قال: فقلت: ذلك، أن لك أجرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أجل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كتاب المرض والطب
- باب ما يصيب المؤمن من الوجع والمرض
- باب في فضل عيادة المرضى
- باب منه
- باب لا تقل خبثت نفسي
- باب لكل داء دواء
- باب الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء
- باب الحمى تذهب الخطايا
- باب في الصرع وثوابه
- باب التلبينة مجمة لفؤاد المريض
- باب التداوي بسقي العسل
- باب في التداوي بالشونيز
- باب من تصبح بتمر عجوة لم يضره سم ولا سحر
- باب منه
- باب الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين
- باب التداوي بالعود الهندية، وهو الكست
- باب التداوي باللدود
- باب في الحجامة والسعوط
- باب التداوي بالحجامة والكي
- باب منه
- باب التداوي بقطع العرق والكي
- باب التداوي للجراح بالكي
- باب التداوي بالخمر
التالي
السابق
(الشرح)
(عن رضي الله عنه؛ (قال: دخلت على رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وهو يوعك. فمسسته بيدي. فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا) . عبد الله بن مسعود)
"الوعك" بسكون العين، قيل: هو الحمى. وقيل: ألمها ومغثها. وقد وعك الرجل، يوعك، فهو موعوك. (فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ "أجل. إني أوعك، كما يوعك رجلان منكم. قال: فقلت: ذلك، أن لك أجرين؟ فقال رسول [ ص: 316 ] الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "أجل". ثم قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ما من مسلم، يصيبه أذى: من مرض، فما سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها") .
وفي حديث عند عائشة، "قال: مسلم؛ وفي رواية: "ما من مسلم، يشاك شوكة فما فوقها: إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة". وفي أخرى: "إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة". وفي لفظ: "لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها، إلا قص الله بها من خطيئته". وفي آخر: "ما من مصيبة يصاب بها المسلم: إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها". وفي لفظ: "لا يصيب المؤمن: من مصيبة حتى الشوكة، إلا قص بها من خطاياه- أو كفر بها من خطاياه"-. وفي رواية: "ما من شيء يصيب المؤمن، حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حط عنه بها خطيئة". رواها كلها "ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته". مسلم.
وفي هذه الأحاديث: بشارة عظيمة للمسلمين. فإنه قلما ينفك الواحد منهم ساعة: من شيء، من هذه الأمور.
[ ص: 317 ] وفيه: وإن قلت مشقتها. تكفير الخطايا بالأمراض، والأسقام، ومصائب الدنيا وهمومها،
وفيه: رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات. قال النووي: وهذا هو الصحيح، الذي عليه جماهير العلماء. وحكى عن بعضهم: أنها تكفر الخطايا فقط، ولا ترفع درجة، ولا تكتب حسنة. وروي نحوه عن عياض قال: "الوجع، لا يكتب به أجر، لكن تكفر به الخطايا فقط". واعتمد على الأحاديث، التي فيها تكفير الخطايا. ولم تبلغه الأحاديث التي ذكرها ابن مسعود: المصرحة برفع الدرجات، وكتب الحسنات. مسلم،
قال العلماء: والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء، ثم الأمثل، فالأمثل: أنهم مخصوصون بكمال الصبر، وصحة الاحتساب، ومعرفة: أن ذلك نعمة من الله تعالى؛ ليتم لهم الخير، ويضاعف لهم الأجر، ويظهر صبرهم ورضاهم.
(عن رضي الله عنه؛ (قال: دخلت على رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم، وهو يوعك. فمسسته بيدي. فقلت: يا رسول الله! إنك لتوعك وعكا شديدا) . عبد الله بن مسعود)
"الوعك" بسكون العين، قيل: هو الحمى. وقيل: ألمها ومغثها. وقد وعك الرجل، يوعك، فهو موعوك. (فقال رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم؛ "أجل. إني أوعك، كما يوعك رجلان منكم. قال: فقلت: ذلك، أن لك أجرين؟ فقال رسول [ ص: 316 ] الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: "أجل". ثم قال رسول الله، صلى الله عليه) وآله (وسلم: ما من مسلم، يصيبه أذى: من مرض، فما سواه، إلا حط الله به سيئاته، كما تحط الشجرة ورقها") .
وفي حديث عند عائشة، "قال: مسلم؛ وفي رواية: "ما من مسلم، يشاك شوكة فما فوقها: إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة". وفي أخرى: "إلا رفعه الله بها درجة، أو حط عنه بها خطيئة". وفي لفظ: "لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها، إلا قص الله بها من خطيئته". وفي آخر: "ما من مصيبة يصاب بها المسلم: إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها". وفي لفظ: "لا يصيب المؤمن: من مصيبة حتى الشوكة، إلا قص بها من خطاياه- أو كفر بها من خطاياه"-. وفي رواية: "ما من شيء يصيب المؤمن، حتى الشوكة تصيبه، إلا كتب الله له بها حسنة، أو حط عنه بها خطيئة". رواها كلها "ما يصيب المؤمن من وصب، ولا نصب، ولا سقم، ولا حزن، حتى الهم يهمه، إلا كفر به من سيئاته". مسلم.
وفي هذه الأحاديث: بشارة عظيمة للمسلمين. فإنه قلما ينفك الواحد منهم ساعة: من شيء، من هذه الأمور.
[ ص: 317 ] وفيه: وإن قلت مشقتها. تكفير الخطايا بالأمراض، والأسقام، ومصائب الدنيا وهمومها،
وفيه: رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات. قال النووي: وهذا هو الصحيح، الذي عليه جماهير العلماء. وحكى عن بعضهم: أنها تكفر الخطايا فقط، ولا ترفع درجة، ولا تكتب حسنة. وروي نحوه عن عياض قال: "الوجع، لا يكتب به أجر، لكن تكفر به الخطايا فقط". واعتمد على الأحاديث، التي فيها تكفير الخطايا. ولم تبلغه الأحاديث التي ذكرها ابن مسعود: المصرحة برفع الدرجات، وكتب الحسنات. مسلم،
قال العلماء: والحكمة في كون الأنبياء أشد بلاء، ثم الأمثل، فالأمثل: أنهم مخصوصون بكمال الصبر، وصحة الاحتساب، ومعرفة: أن ذلك نعمة من الله تعالى؛ ليتم لهم الخير، ويضاعف لهم الأجر، ويظهر صبرهم ورضاهم.