الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4098 باب: الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء

                                                                                                                              وذكره النووي في: (الباب المتقدم) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \النووي، ص196-198 ج14، المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أسماء؛ أنها كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة، فتدعو بالماء، فتصبه في جيبها. وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ابردوها بالماء" وقال: "إنها من فيح جهنم" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أسماء) رضي الله عنها؛ (أنها كانت تؤتى بالمرأة الموعوكة فتدعو بالماء، فتصبه في جيبها) . وفي رواية: "صبت الماء بينها وبين جيبها".

                                                                                                                              (وتقول: إن رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم، قال: ابردوها بالماء) . بهمزة وصل. وبضم الراء. يقال: (بردت الحمى، أبردها، بردا) على وزن: قتلتها، أقتلها، قتلا. أي: أسكنت [ ص: 327 ] حرارتها، وأطفأت لهبها، قال النووي: وهذا هو الصحيح الفصيح، المشهور في الروايات، وكتب اللغة وغيرها. وحكى عياض في (المشارق) : أنه يقال: بهمزة قطع، وكسر الراء: في لغة، قد حكاه الجوهري، وقال: هي لغة رديئة.

                                                                                                                              فيه: أن الماء البارد، ينفع المحموم. قال عياض: هذا يرد قول الأطباء، ويصحح حصول البرء باستعمال المحموم. وأنه على ظاهره. قال: ولولا تجربة أسماء والمسلمين، لمنفعته: لما استعملوه.

                                                                                                                              (وقال: إنها من فيح جهنم) . وفي حديث ابن عمر؛ يرفعه: الحمى من فيح جهنم، فابردوها بالماء". وفي لفظ: "إن شدة الحمى من فيح جهنم...إلخ". وفي آخر: "فأطفئوها بالماء" . وفي لفظ: "الحمى من فور جهنم، فابردوها بالماء". "الفيح، والفور"، بفتح الفاء فيهما: هو شدة حرها ولهبها، وانتشارها. هو من باب التشبيه. شبه اشتعال حرارة الطبيعة، في كونها مذيبة للبدن، ومعذبة له: بنار جهنم. ففيه: تنبيه النفوس على شدة حر جهنم. والأولى: أنها من سطوع حر جهنم وفورانها حقيقة". قال الطيبي: [ ص: 328 ] "من" ليست بيانية، حتى يكون تشبيها. بل هي ابتدائية. أي: الحمى نشأت وحصلت، من فيح جهنم. أو تبعيضية. أي: بعض منها.

                                                                                                                              قال النووي: وفي الحديث: دليل لأهل السنة، على أن جهنم مخلوقة الآن، موجودة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية