الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فإنهم عدو لي إلا رب العالمين

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : فإنهم عدو لي بيان لحال ما يعبدونه بعد التنبيه على عدم علمهم بذلك ، أي : فاعلموا أنهم أعداء لعابديهم الذين يجبونهم كحب الله تعالى لما أنهم يتضررون من جهتهم فوق ما يتضرر الرجل من جهة عدوه ، أو لأن من يغريهم على عبادتهم ويحملهم عليها هو الشيطان الذي هو أعدى عدو الإنسان ، لكنه عليه الصلاة والسلام صور الأمر في نفسه تعريضا بهم فإنه أنفع في النصيحة من التصريح وإشعارا بأنها نصيحة بدأ بها نفسه ليكون أدعى إلى القبول ، والعدو والصديق يجيئان في معنى الواحد والجمع . ومنه قوله تعالى : وهم لكم عدو شبها بالمصادر للموازنة ، كالقبول والولوع والحنين والصهيل .

                                                                                                                                                                                                                                      إلا رب العالمين استثناء منقطع ، أي : لكن رب العالمين ليس كذلك ، بل هو ولي في الدنيا والآخرة لا يزال يتفضل علي بمنافعهما حسبما يعرب عنه ما وصفه تعالى به من أحكام الولاية ، وقيل : متصل ، وهو قول الزجاج على أن الضمير لكل معبود ، وكان من ابائهم من عبد الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية