nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98nindex.php?page=treesubj&link=28974_29434قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون
أقول لما أقام - سبحانه - الحجة على أهل الكتاب ، وبين بطلان شبهاتهم على نبوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - وكونه على ملة
إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أمر أن يبكتهم على كفرهم وصدهم عن سبيل الإيمان ، وابتغائه عوجا ، وضلالهم بذلك على علم . فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قل ياأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله في بيته الدالة على كونه أول بيت وضع لعبادته وعلى بناء
إبراهيم له
[ ص: 13 ] وتعبده فيه قبل وجود
بني إسرائيل وبيت المقدس ، أو بآياته على صحة نبوة
محمد وإحيائه لملة
إبراهيم الذي تعترفون بنبوته وفضله - ومنها ما ذكر عن البيت -
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98والله شهيد على ما تعملون أي والحال أن الله - تعالى - مطلع على عملكم هذا وسائر أعمالكم محيط به ، أفلا تخافون أن يأخذكم به ويجازيكم عليه أشد الجزاء ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=28974_29434_32266قل ياأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن أي لأي شيء تصرفون من آمن
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - واتبعه عن الإيمان به ، وهو سبيل الله الموصلة إلى رضوانه ورحمته بما ترقي من عقل المؤمن بالعقائد الصحيحة ومن نفسه بالأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة ، تصدون عنها بالتكذيب كبرا وحسدا ، وإلقاء الشبهات الباطلة مكابرة وبغيا والكيد للنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بغيا وعدوانا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99تبغونها عوجا أي لم تصدون عنها قاصدين بصدكم أن تكون معوجة في نظر من يؤمن لكم ويغتر بكيدكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99وأنتم شهداء بأنها سبيل الله المستقيمة ، لا ترون فيها عوجا ولا أمتا ، عارفون بما ورد فيها من البشارات عن الأنبياء ويلزم من ذلك أن من صد عنها ضال مضل . وقيل : الشهداء في قومك ، توصفون فيهم بالعدل ، وتستشهدون في القضايا ، ومن كان كذلك كان أقدر على الصد ، وقال الأستاذ الإمام : المعنى وأنتم شهداء على بقايا الكتاب وما يؤثر عن النبيين ، فكان من حقكم أن تكونوا أقرب الناس إلى معرفة هذه السبيل : سبيل الحق والسبق إليها بالإيمان
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99وما الله بغافل عما تعملون من هذا الصد وغيره فهو يجازيكم عليه . فالتذييل تهديد لهم ووعيد ، وقد جاء بنفي الغفلة ; لأن صدهم عن الإسلام كان بضروب من المكايد والحيال الخفية التي لا تروج إلا على الغافل . كما ختم الآية السابقة بكونه شهيدا على عملهم ; لأن العمل الذي ذكر فيها هو ظاهر مشهود ، فذكر في كل آية ما يناسب المقام .
أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : " كانت
الأوس والخزرج في الجاهلية بينهما شر ، فبينا هم جلوس ذكروا ما ( كان ) بينهم حتى غضبوا وقام بعضهم إلى بعض بالسلاح فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وكيف تكفرون الآية والآيتان بعدها " . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وأبو الشيخ عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم قال :
مر شاس بن قيس - وكان يهوديا - على نفر من الأوس والخزرج يتحدثون ، فغاظه ما رأى من تآلفهم بعد العداون ، فأمر شابا معه من يهود أن يجلس بينهم فيذكرهم يوم بعاث ، ففعل ، فتنازعوا وتفاخروا حتى وثب رجلان : أوس بن قرظي من الأوس ، وجبار بن صخر من الخزرج فتقاولا ، وغضب الفريقان ، وتواثبوا للقتال فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حتى وعظهم وأصلح بينهم ، فسمعوا وأطاعوا فأنزل الله في أوس وجبار : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب [ ص: 14 ] الآية . وفي شاس بن قيس : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قل يا أهل الكتاب لم تصدون الآية . انتهى من لباب النقول
للسيوطي .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير في التفسير مفصلا عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، قال :
مر شاس بن قيس - وكان شيخا قد عسا في الجاهلية ، عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين ، شديد الحسد لهم - على نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأوس والخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه ، فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان منهم من العداوة في الجاهلية ، فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، والله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار ، فأمر فتى شابا من اليهود - وكان معه - فقال : اعمد إليهم فاجلس معهم وذكرهم يوم بعاث وما كان قبله . وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، وكان يوم بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر للأوس على الخزرج ، ففعل ، فتكلم القوم عند ذلك ، فتنازعوا وتفاخروا ، حتى تواثب رجلان من الحيين على الركب - أوس بن قرظي أحد بني حارثة بن الحارث من الأوس وجبار بن صخر أحد بني سلمة من الخزرج - فتقاولا ثم قال أحدهما لصاحبه : إن شئتم والله رددناها الآن جذعة ، وغضب الفريقان وقالوا : قد فعلنا ، السلاح السلاح ، موعدكم الظاهرة ، والظاهرة : الحرة ، فخرجوا إليها وتحاور الناس ، فانضمت الأوس بعضها إلى بعض والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه حتى جاءهم ، فقال : يا معشر المسلمين الله الله ، أتدعون بدعوى الجاهليــة وأنا بين أظهركم بعد إذ هداكم الله إلى الإسلام وأكرمكم به ، وقطع به عنكم أمر الجاهلية ، واستنقذكم به من الكفر ، وألف به بينكم ، ترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا ! ؟ فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم ، فألقوا السلاح من أيديهم ، وبكوا وعانق الرجال من الأوس والخزرج بعضهم بعضا ، ثم انصرفوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سامعين مطيعين ، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله شاس بن قيس وما صنع . قال nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : فأنزل الله في شاس بن قيس وما صنع : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله إلى آخر الآيتين السابقتين ، قال : وأنزل الله - عز وجل - في أوس بن قرظي وجبار بن صخر ومن كان معهما من قومهما : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103لعلكم تهتدون وأورد صاحب الكشاف الرواية مختصرة ، وقال في آخرها : فما كان يوم أقبح أولا وأحسن آخرا من ذلك اليوم ، فعلى هذا تكون الآيتان السابقتان متصلتين بالآيات الآتية .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98nindex.php?page=treesubj&link=28974_29434قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
أَقُولُ لَمَّا أَقَامَ - سُبْحَانَهُ - الْحُجَّةَ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ ، وَبَيَّنَ بُطْلَانَ شُبُهَاتِهِمْ عَلَى نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَكَوْنِهِ عَلَى مِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَمَرَ أَنْ يُبَكِّتَهُمْ عَلَى كُفْرِهِمْ وَصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ الْإِيمَانِ ، وَابْتِغَائِهِ عِوَجًا ، وَضَلَالِهِمْ بِذَلِكَ عَلَى عِلْمٍ . فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ فِي بَيْتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى كَوْنِهِ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِعِبَادَتِهِ وَعَلَى بِنَاءِ
إِبْرَاهِيمَ لَهُ
[ ص: 13 ] وَتَعَبُّدِهِ فِيهِ قَبْلَ وُجُودِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، أَوْ بِآيَاتِهِ عَلَى صِحَّةِ نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ وَإِحْيَائِهِ لِمِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ الَّذِي تَعْتَرِفُونَ بِنُبُوَّتِهِ وَفَضْلِهِ - وَمِنْهَا مَا ذَكَرَ عَنِ الْبَيْتِ -
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ أَيْ وَالْحَالُ أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - مُطَّلِعٌ عَلَى عَمَلِكُمْ هَذَا وَسَائِرَ أَعْمَالِكُمْ مُحِيطٌ بِهِ ، أَفَلَا تَخَافُونَ أَنْ يَأْخُذَكُمْ بِهِ وَيُجَازِيَكُمْ عَلَيْهِ أَشَدَّ الْجَزَاءِ ؟
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99nindex.php?page=treesubj&link=28974_29434_32266قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ أَيْ لِأَيِّ شَيْءٍ تَصْرِفُونَ مَنْ آمَنَ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَاتَّبَعَهُ عَنِ الْإِيمَانِ بِهِ ، وَهُوَ سَبِيلُ اللَّهِ الْمُوَصِّلَةُ إِلَى رِضْوَانِهِ وَرَحْمَتِهِ بِمَا تُرَقِّي مِنْ عَقْلِ الْمُؤْمِنِ بِالْعَقَائِدِ الصَّحِيحَةِ وَمِنْ نَفْسِهِ بِالْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، تَصُدُّونَ عَنْهَا بِالتَّكْذِيبِ كِبْرًا وَحَسَدًا ، وَإِلْقَاءِ الشُّبَهَاتِ الْبَاطِلَةِ مُكَابَرَةً وَبَغْيًا وَالْكَيْدِ لِلنَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْمُؤْمِنِينَ بَغْيًا وَعُدْوَانًا
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99تَبْغُونَهَا عِوَجًا أَيْ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْهَا قَاصِدِينَ بِصَدِّكُمْ أَنْ تَكُونَ مُعْوَجَّةً فِي نَظَرِ مَنْ يُؤْمِنُ لَكُمْ وَيَغْتَرُّ بِكَيْدِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ بِأَنَّهَا سَبِيلُ اللَّهِ الْمُسْتَقِيمَةُ ، لَا تَرَوْنَ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتَا ، عَارِفُونَ بِمَا وَرَدَ فِيهَا مِنَ الْبِشَارَاتِ عَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَيَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ صَدَّ عَنْهَا ضَالٌّ مُضِلٌّ . وَقِيلَ : الشُّهَدَاءُ فِي قَوْمِكَ ، تُوصَفُونَ فِيهِمْ بِالْعَدْلِ ، وَتَسْتَشْهِدُونَ فِي الْقَضَايَا ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ كَانَ أَقْدَرَ عَلَى الصَّدِّ ، وَقَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : الْمَعْنَى وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ عَلَى بَقَايَا الْكِتَابِ وَمَا يُؤْثَرُ عَنِ النَّبِيِّينَ ، فَكَانَ مِنْ حَقِّكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَقْرَبَ النَّاسِ إِلَى مَعْرِفَةِ هَذِهِ السَّبِيلِ : سَبِيلِ الْحَقِّ وَالسَّبْقِ إِلَيْهَا بِالْإِيمَانِ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ مِنْ هَذَا الصَّدِّ وَغَيْرِهِ فَهُوَ يُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ . فَالتَّذْيِيلُ تَهْدِيدٌ لَهُمْ وَوَعِيدٌ ، وَقَدْ جَاءَ بِنَفْيِ الْغَفْلَةِ ; لِأَنَّ صَدَّهُمْ عَنِ الْإِسْلَامِ كَانَ بِضُرُوبٍ مِنَ الْمَكَايِدِ وَالْحِيَالِ الْخَفِيَّةِ الَّتِي لَا تَرُوجُ إِلَّا عَلَى الْغَافِلِ . كَمَا خَتَمَ الْآيَةَ السَّابِقَةَ بِكَوْنِهِ شَهِيدًا عَلَى عَمَلِهِمْ ; لِأَنَّ الْعَمَلَ الَّذِي ذَكَرَ فِيهَا هُوَ ظَاهِرٌ مَشْهُودٌ ، فَذَكَرَ فِي كُلِّ آيَةٍ مَا يُنَاسِبُ الْمَقَامَ .
أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14906الْفِرْيَابِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : " كَانَتِ
الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَيْنَهُمَا شَرٌّ ، فَبَيْنَا هُمْ جُلُوسٌ ذَكَرُوا مَا ( كَانَ ) بَيْنَهُمْ حَتَّى غَضِبُوا وَقَامَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِالسِّلَاحِ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=101وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ بَعْدَهَا " . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ :
مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ - وَكَانَ يَهُودِيًّا - عَلَى نَفَرٍ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ يَتَحَدَّثُونَ ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ تَآلُفِهِمْ بَعْدَ الْعُدْاوَنِ ، فَأَمَرَ شَابًّا مَعَهُ مِنْ يَهُودَ أَنْ يَجْلِسَ بَيْنَهُمْ فَيُذَكِّرَهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ ، فَفَعَلَ ، فَتَنَازَعُوا وَتُفَاخَرُوا حَتَّى وَثَبَ رَجُلَانِ : أَوْسُ بْنُ قُرَظِيٍّ مِنَ الْأَوْسِ ، وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ مِنَ الْخَزْرَجِ فَتَقَاوَلَا ، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ ، وَتَوَاثَبُوا لِلْقِتَالِ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَ حَتَّى وَعَظَهُمْ وَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ ، فَسَمِعُوا وَأَطَاعُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي أَوْسٍ وَجَبَّارٍ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ [ ص: 14 ] الْآيَةَ . وَفِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=99قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ الْآيَةَ . انْتَهَى مَنْ لُبَابِ النُّقُولِ
لِلسَّيُوطِيِّ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ مُفَصَّلًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ :
مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ - وَكَانَ شَيْخًا قَدْ عَسَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، عَظِيمَ الْكُفْرِ شَدِيدَ الضَّغَنِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، شَدِيدَ الْحَسَدِ لَهُمْ - عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فِي مَجْلِسٍ قَدْ جَمَعَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِيهِ ، فَغَاظَهُ مَا رَأَى مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَأُلْفَتِهِمْ وَصَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ عَلَى الْإِسْلَامِ بَعْدَ الَّذِي كَانَ مِنْهُمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ : قَدِ اجْتَمَعَ مَلَأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ الْبِلَادِ ، وَاللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إِذَا اجْتَمَعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ ، فَأَمَرَ فَتًى شَابًّا مِنَ الْيَهُودِ - وَكَانَ مَعَهُ - فَقَالَ : اعْمَدْ إِلَيْهِمْ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ وَذَكِّرْهُمْ يَوْمَ بُعَاثٍ وَمَا كَانَ قَبْلَهُ . وَأَنْشِدْهُمْ بَعْضَ مَا كَانُوا تَقَاوَلُوا فِيهِ مِنَ الْأَشْعَارِ ، وَكَانَ يَوْمُ بُعَاثٍ يَوْمًا اقْتَتَلَتْ فِيهِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، وَكَانَ الظَّفَرُ لِلْأَوْسِ عَلَى الْخَزْرَجِ ، فَفَعَلَ ، فَتَكَلَّمَ الْقَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَتَنَازَعُوا وَتَفَاخَرُوا ، حَتَّى تَوَاثَبَ رَجُلَانِ مِنَ الْحَيَّيْنِ عَلَى الرَّكْبِ - أَوْسُ بْنُ قُرَظِيٍّ أَحَدُ بَنِي حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ وَجَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ أَحَدُ بَنِي سَلِمَةَ مِنَ الْخَزْرَجِ - فَتَقَاوَلَا ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : إِنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الْآنَ جَذَعَةً ، وَغَضِبَ الْفَرِيقَانِ وَقَالُوا : قَدْ فَعَلْنَا ، السِّلَاحَ السِّلَاحَ ، مَوْعِدُكُمُ الظَّاهِرَةَ ، وَالظَّاهِرَةُ : الْحَرَّةُ ، فَخَرَجُوا إِلَيْهَا وَتَحَاوَرَ النَّاسُ ، فَانْضَمَّتِ الْأَوْسُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَالْخَزْرَجُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ عَلَى دَعْوَاهُمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى جَاءَهُمْ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اللَّهَ اللَّهَ ، أَتَدْعُونَ بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّــةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ بَعْدَ إِذْ هَدَاكُمُ اللَّهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَكْرَمَكُمْ بِهِ ، وَقَطَعَ بِهِ عَنْكُمْ أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَاسْتَنْقَذَكُمْ بِهِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأَلَّفَ بِهِ بَيْنَكُمْ ، تَرْجِعُونَ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ كُفَّارًا ! ؟ فَعَرَفَ الْقَوْمُ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ وَكَيْدٌ مِنْ عَدُّوِهِمْ ، فَأَلْقَوُا السِّلَاحَ مِنْ أَيْدِيهِمْ ، وَبَكَوْا وَعَانَقَ الرِّجَالُ مِنَ الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، ثُمَّ انْصَرَفُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَامِعِينَ مُطِيعِينَ ، قَدْ أَطْفَأَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَيْدَ عَدُوِّ اللَّهِ شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي شَاسِ بْنِ قَيْسٍ وَمَا صَنَعَ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=98قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ إِلَى آخِرِ الْآيَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ ، قَالَ : وَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي أَوْسِ بْنِ قُرَظِيٍّ وَجَبَّارِ بْنِ صَخْرٍ وَمَنْ كَانَ مَعَهُمَا مِنْ قَوْمِهِمَا : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=100يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَى قَوْلِهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=103لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَأَوْرَدَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ الرِّوَايَةَ مُخْتَصَرَةً ، وَقَالَ فِي آخِرِهَا : فَمَا كَانَ يَوْمٌ أَقْبَحَ أَوَّلًا وَأَحْسَنَ آخِرًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، فَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْآيَتَانِ السَّابِقَتَانِ مُتَّصِلَتَيْنِ بِالْآيَاتِ الْآتِيَةِ .