الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون

                                                                                                                                                                                                                                      قالوا طائركم أي: سبب شؤمكم معكم لا من قبلنا، وهو سوء عقيدتكم، وقبح أعمالكم، وقرئ: (طيركم) أإن ذكرتم أي: وعظتم بما فيه سعادتكم، وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة ما قبله عليه، أي: تطيرتم وتوعدتم بالرجم والتعذيب، وقرئ بألف بين الهمزتين، وبفتح (أن) بمعنى: أتطيرتم (لأن ذكرتم) (وأن ذكرتم) (وإن ذكرتم) بغير استفهام (وأين ذكرتم) بمعنى: طائركم معكم حيث جرى ذكركم، وهو أبلغ بل أنتم قوم مسرفون إضراب عما تقتضيه الشرطية من كون التذكير سببا للشؤم، أو مصححا للتوعد، أي: ليس الأمر كذلك، بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في العصيان، فلذلك أتاكم الشؤم، أو في الظلم والعدوان، ولذلك توعدتم وتشاءمتم بمن يجب إكرامه والتبرك به.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية