nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150بل الله مولاكم وهو خير الناصرين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين
قال بعض المفسرين : إن هذه الآيات التفات عن خطاب المنافقين - الذين وبخهم في الآيات السابقة أن انهزموا وقالوا ما قالوا - إلى خطاب المؤمنين الصادقين . وقال الأستاذ الإمام : الخطاب لمن سمع قول أولئك القائلين من المنافقين : ارجعوا إلى إخوانكم ودينكم وهو أخص مما قبله ، والمختار على الطريقة التي جرينا عليها في تفسير الآيات السابقة أن الخطاب فيها عام وجه إلى كل من شهد
أحدا لتكافلهم ، وكل يعتبر بها بحسب حاله ، ويدل عليه الآيات الآتية بعدها ، فإنها من تتمة الخطاب وفيها تفصيل لأعمالهم ونياتهم وعناية الله بهم ، مع تقسيمهم إلى مريد للدنيا ومريد للآخرة كما يأتي قريبا .
قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149nindex.php?page=treesubj&link=28974_29435ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا معناه إن تطيعوا الذين جحدوا نبوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - ولم يقبلوا دعوته إلى التوحيد والخير
كأبي سفيان ومن معه من مشركي
مكة الذين دعاكم مرضى القلوب إلى الرجوع إليهم ، وتوسيط رئيس المنافقين
عبد الله بن أبي بينكم وبين رئيسهم (
أبي سفيان ) ليطلب لكم منه الأمان ، أو الذين كفروا بقلوبهم وآمنوا بأفواههم
كعبد الله بن أبي وأصحابه الذين خذلوكم قبل الشروع في الحرب ، ثم دعوكم بعدها إلى الرجوع إلى دينكم ، وقالوا: لو كان
محمد نبيا لما أصابه ما أصابه
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149يردوكم على أعقابكم إلى ما كنتم عليه من الكفر ابتداء أو استدراجا . قال الأستاذ الإمام : أي
[ ص: 145 ] إن طلبتم الأمان منهم وكانت حالكم معهم حال المغلوب مع الغالب يتولوا عليكم وتكونوا معهم أذلاء مقهورين حتى يردوكم عن دينكم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149فتنقلبوا خاسرين للدنيا والآخرة ، أما الأول فيخضعوكم لسلطانهم وامتهانكم بينهم وحرمانكم مما وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات من استخلافهم في الأرض بالسيادة والملك ، ومن تمكين دينهم وتبديلهم من بعد خوفهم أمنا ، أما الآخر فيما يمسكم في الآخرة من عذاب المرتدين مع الحرمان مما وعد الله المتقين .
وذكر بعضهم
لليهود والنصارى في تفسير هذه الآية لا مناسبة له ، وقد تبعوا فيه ما روي عن
الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج .
والمروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي أن المراد بالذين كفروا
أبو سفيان ومن معه من المشركين ، وعن
علي أنهم
عبد الله بن أبي وحزبه ، وهم الذين دعوا إلى الارتداد كما تقدم وأشرنا إليه آنفا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150بل الله مولاكم فلا ينبغي أن تفكروا في ولاية
أبي سفيان وحزبه ، ولا
عبد الله بن أبي وشيعته ، ولا أن تصغوا لإغواء من يدعوكم إلى موالاتهم فإنهم لا يستطيعون لكم نصرا ولا أنفسهم ينصرون ، وإنما الله هو المولى القادر على نصركم إذا هو تولى شئونكم بعنايته الخاصة التي وعدكم بها في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير [ 8 : 40 ] وبين لكم أن سنته قد مضت بأنه يتولى الصالحين ويخذل من يناوئهم من الكافرين
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم [ 47 : 10 ، 11 ] ومن هنا أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - جوابه
لأبي سفيان حين قال بعد وقعة
أحد التي نزلت هذه الآيات فيها : " لنا العزى ولا عزى لكم " إذ أمر - صلى الله عليه وسلم - بأن يجاب
nindex.php?page=hadith&LINKID=918960الله مولانا ولا مولى لكم كأنه - تعالى - يذكر المؤمنين بقوله هذا المنبئ عن سنته ، وبتذكير الرسول لهم به ، وإذا كان هو مولاكم وناصركم إذا قمتم بما شرطه عليكم في ذلك من الإيمان والصلاح ونصر الحق فهل تحتاجون إلى أحد من بعده
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150وهو خير الناصرين ؟ فإن من يطلق عليهم لفظ الناصر من الناس إنما ينصر بعضهم بعضا بما أوتوا من القوى وما تيسر لهم من الأسباب .
وإنما الله هو الذي آتاهم القوى وسخر لهم الأسباب ، وهو القادر بذاته على نصر من شاء من عباده بإيتائهم أفضل ما يؤتي غيرهم من الصبر والثبات والعزيمة وإحكام الرأي وإقامة السنن والتوفيق للأسباب ، هذا ما ظهر لنا . ويقول المفسرون : في مثل هذه العبارة اسم التفضيل ( خير ) فيها على غير بابه ; لأنه لا خير في أولئك الناصرين الذين يعرض بهم ، قال الأستاذ الإمام : لا وجه للاعتراض بأن الكافرين لا خير فيهم ، فإن التفضيل إنما هو
[ ص: 146 ] بالنسبة إلى النصر ، يعني أن
nindex.php?page=treesubj&link=29677نصر الله لعباده المؤمنين خير من نصر الكافرين لمن ينصرونه من أوليائهم
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=151سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ
قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الْتِفَاتٌ عَنْ خِطَابِ الْمُنَافِقِينَ - الَّذِينَ وَبَّخَهُمْ فِي الْآيَاتِ السَّابِقَةِ أَنِ انْهَزَمُوا وَقَالُوا مَا قَالُوا - إِلَى خِطَابِ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ . وَقَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : الْخِطَابُ لِمَنْ سَمِعَ قَوْلَ أُولَئِكَ الْقَائِلِينَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ : ارْجِعُوا إِلَى إِخْوَانِكُمْ وَدِينِكُمْ وَهُوَ أَخَصُّ مِمَّا قَبْلَهُ ، وَالْمُخْتَارُ عَلَى الطَّرِيقَةِ الَّتِي جَرَيْنَا عَلَيْهَا فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ السَّابِقَةِ أَنَّ الْخِطَابَ فِيهَا عَامٌّ وُجِّهَ إِلَى كُلِّ مَنْ شَهِدَ
أُحُدًا لِتَكَافُلِهِمْ ، وَكُلٌّ يَعْتَبِرُ بِهَا بِحَسَبِ حَالِهِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْآيَاتُ الْآتِيَةُ بَعْدَهَا ، فَإِنَّهَا مِنْ تَتِمَّةِ الْخِطَابِ وَفِيهَا تَفْصِيلٌ لِأَعْمَالِهِمْ وَنِيَّاتِهِمْ وَعِنَايَةِ اللَّهِ بِهِمْ ، مَعَ تَقْسِيمِهِمْ إِلَى مُرِيدٍ لِلدُّنْيَا وَمُرِيدٍ لِلْآخِرَةِ كَمَا يَأْتِي قَرِيبًا .
قَوْلُهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149nindex.php?page=treesubj&link=28974_29435يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا مَعْنَاهُ إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ جَحَدُوا نُبُوَّةَ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَمْ يَقْبَلُوا دَعْوَتَهُ إِلَى التَّوْحِيدِ وَالْخَيْرِ
كَأَبِي سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ مُشْرِكِي
مَكَّةَ الَّذِينَ دَعَاكُمْ مَرْضَى الْقُلُوبِ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَيْهِمْ ، وَتَوْسِيطِ رَئِيسِ الْمُنَافِقِينَ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَئِيسِهِمْ (
أَبِي سُفْيَانَ ) لِيَطْلُبَ لَكُمْ مِنْهُ الْأَمَانَ ، أَوِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَآمَنُوا بِأَفْوَاهِهِمْ
كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ خَذَلُوكُمْ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي الْحَرْبِ ، ثُمَّ دَعَوْكُمْ بَعْدَهَا إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى دِينِكُمْ ، وَقَالُوا: لَوْ كَانَ
مُحَمَّدٌ نَبِيًّا لَمَا أَصَابَهُ مَا أَصَابَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ إِلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ ابْتِدَاءً أَوِ اسْتِدْرَاجًا . قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : أَيْ
[ ص: 145 ] إِنْ طَلَبْتُمُ الْأَمَانَ مِنْهُمْ وَكَانَتْ حَالُكُمْ مَعَهُمْ حَالَ الْمَغْلُوبِ مَعَ الْغَالِبِ يَتَوَلَّوْا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا مَعَهُمْ أَذِلَّاءَ مَقْهُورِينَ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=149فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَيُخْضِعُوكُمْ لِسُلْطَانِهِمْ وَامْتِهَانِكُمْ بَيْنَهُمْ وَحِرْمَانِكُمْ مِمَّا وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنِ اسْتِخْلَافِهِمْ فِي الْأَرْضِ بِالسِّيَادَةِ وَالْمُلْكِ ، وَمِنْ تَمْكِينِ دِينِهِمْ وَتَبْدِيلِهِمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ، أَمَّا الْآخَرُ فِيمَا يَمَسُّكُمْ فِي الْآخِرَةِ مِنْ عَذَابِ الْمُرْتَدِّينَ مَعَ الْحِرْمَانِ مِمَّا وَعَدَ اللَّهُ الْمُتَّقِينَ .
وَذِكْرُ بَعْضِهِمْ
لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ لَا مُنَاسَبَةَ لَهُ ، وَقَدْ تَبِعُوا فِيهِ مَا رُوِيَ عَنِ
الْحَسَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنِ جُرَيْجٍ .
وَالْمَرْوِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالَّذِينَ كَفَرُوا
أَبُو سُفْيَانَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَعَنْ
عَلِيٍّ أَنَّهُمْ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَحِزْبُهُ ، وَهُمُ الَّذِينَ دَعَوْا إِلَى الِارْتِدَادِ كَمَا تَقَدَّمَ وَأَشَرْنَا إِلَيْهِ آنِفًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ تُفَكِّرُوا فِي وِلَايَةِ
أَبِي سُفْيَانَ وَحِزْبِهِ ، وَلَا
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَشِيعَتِهِ ، وَلَا أَنْ تُصْغُوا لِإِغْوَاءِ مَنْ يَدْعُوكُمْ إِلَى مُوَالَاتِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ لَكُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ، وَإِنَّمَا اللَّهُ هُوَ الْمَوْلَى الْقَادِرُ عَلَى نَصْرِكُمْ إِذَا هُوَ تَوَلَّى شُئُونَكُمْ بِعِنَايَتِهِ الْخَاصَّةِ الَّتِي وَعَدَكُمْ بِهَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [ 8 : 40 ] وَبَيَّنَ لَكُمْ أَنَّ سُنَّتَهُ قَدْ مَضَتْ بِأَنَّهُ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَيَخْذُلُ مَنْ يُنَاوِئُهُمْ مِنَ الْكَافِرِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=10أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=11ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ [ 47 : 10 ، 11 ] وَمِنْ هُنَا أَخَذَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - جَوَابَهُ
لِأَبِي سُفْيَانَ حِينَ قَالَ بَعْدَ وَقْعَةِ
أُحُدٍ الَّتِي نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَاتُ فِيهَا : " لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ " إِذْ أَمَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِأَنْ يُجَابَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=918960اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ كَأَنَّهُ - تَعَالَى - يُذَكِّرُ الْمُؤْمِنِينَ بِقَوْلِهِ هَذَا الْمُنْبِئِ عَنْ سُنَّتِهِ ، وَبِتَذْكِيرِ الرَّسُولِ لَهُمْ بِهِ ، وَإِذَا كَانَ هُوَ مَوْلَاكُمْ وَنَاصِرُكُمْ إِذَا قُمْتُمْ بِمَا شَرَطَهُ عَلَيْكُمْ فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ وَالصَّلَاحِ وَنَصْرِ الْحَقِّ فَهَلْ تَحْتَاجُونَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=150وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ؟ فَإِنَّ مَنْ يُطْلَقُ عَلَيْهِمْ لَفْظُ النَّاصِرِ مِنَ النَّاسِ إِنَّمَا يَنْصُرُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِمَا أُوتُوا مِنَ الْقُوَى وَمَا تَيَسَّرَ لَهُمْ مِنَ الْأَسْبَابِ .
وَإِنَّمَا اللَّهُ هُوَ الَّذِي آتَاهُمُ الْقُوَى وَسَخَّرَ لَهُمُ الْأَسْبَابَ ، وَهُوَ الْقَادِرُ بِذَاتِهِ عَلَى نَصْرِ مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ بِإِيتَائِهِمْ أَفْضَلَ مَا يُؤْتِي غَيْرَهُمْ مِنَ الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ وَالْعَزِيمَةِ وَإِحْكَامِ الرَّأْيِ وَإِقَامَةِ السُّنَنِ وَالتَّوْفِيقِ لِلْأَسْبَابِ ، هَذَا مَا ظَهَرَ لَنَا . وَيَقُولُ الْمُفَسِّرُونَ : فِي مِثْلِ هَذِهِ الْعِبَارَةِ اسْمُ التَّفْضِيلِ ( خَيْرُ ) فِيهَا عَلَى غَيْرِ بَابِهِ ; لِأَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي أُولَئِكَ النَّاصِرِينَ الَّذِينَ يُعَرِّضُ بِهِمْ ، قَالَ الْأُسْتَاذُ الْإِمَامُ : لَا وَجْهَ لِلِاعْتِرَاضِ بِأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا خَيْرَ فِيهِمْ ، فَإِنَّ التَّفْضِيلَ إِنَّمَا هُوَ
[ ص: 146 ] بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّصْرِ ، يَعْنِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29677نَصْرَ اللَّهِ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرٌ مِنْ نَصْرِ الْكَافِرِينَ لِمَنْ يَنْصُرُونَهُ مِنْ أَوْلِيَائِهِمْ