الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون

                                                                                                                                                                                                " من " في من آية : للاستغراق ، وفي من آيات ربهم : للتبعيض ، يعني ، وما يظهر لهم دليل قط من الأدلة التي يجب فيها النظر والاستدلال والاعتبار ، إلا كانوا عنه معرضين : تاركين للنظر لا يلتفتون إليه ولا يرفعون به رأسا ; لقلة خوفهم وتدبرهم للعواقب فقد كذبوا : مردود على كلام محذوف ; كأنه قيل : أن كانوا معرضين عن [ ص: 324 ] الآيات فقد كذبوا بما هو أعظم آية وأكبرها ، وهو الحق لما جاءهم : يعني : القرآن الذي تحدوا به على تبالغهم في الفصاحة ، فعجزوا عنه فسوف يأتيهم أنباء الشيء الذي كانوا به يستهزئون : وهو " القرآن" ، أي : أخباره وأحواله ، بمعنى : سيعلمون بأي شيء استهزءوا ، وسيظهر لهم أنه لم يكن بموضع استهزاء ; وذلك عند إرسال العذاب عليهم في الدنيا أو يوم القيامة ، أو عند ظهور الإسلام ، وعلو كلمته .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية