الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضبر

                                                          ضبر : ضبر الفرس يضبر ضبرا وضبرانا إذا عدا ، وفي المحكم : جمع قوائمه ووثب ، وكذلك المقيد في عدوه . الأصمعي : إذا وثب الفرس فوقع مجموعة يداه فذلك الضبر ; قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي :


                                                          لقد سما ابن معمر حين اعتمر مغزى بعيدا من بعيد وضبر     تقضي البازي إذا البازي كسر

                                                          يقول : ارتفع قدره حين غزا موضعا بعيدا من الشام وجمع لذلك جيشا . وفي حديث سعد بن أبي وقاص : الضبر ضبر البلقاء ، والطعن طعن أبي محجن ، البلقاء : فرس سعد ، وكان أبو محجن قد حبسه سعد في شرب الخمر وهم في قتال الفرس ، فلما كان يوم القادسية رأى أبو محجن الثقفي من الفرس قوة ، فقال لامرأة سعد : أطلقيني ولك الله علي أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد ، فحلته ، فركب فرسا لسعد يقال لها البلقاء ، فجعل لا يحمل على ناحية من نواحي العدو إلا هزمهم ، ثم رجع حتى وضع رجله في القيد ووفى لها بذمته ، فلما رجع سعد أخبرته بما كان من أمره فخلى سبيله . وفرس ضبر ، مثال طمر ، فعل منه ، أي وثاب ، وكذلك الرجل . وضبر الشيء : جمعه . والضبر والتضبير : شدة تلزيز العظام واكتناز اللحم ، جمل مضبور ومضبر ، وفرس مضبر الخلق أي موثق الخلق ، وناقة مضبرة الخلق . ورجل ضبر : شديد . ورجل ذو ضبارة في خلقه : مجتمع الخلق ، وقيل : وثيق الخلق ، وبه سمي ضبارة ، وابن ضبارة كان رجلا من رؤساء أجناد بني أمية . والمضبور : المجتمع الخلق الأملس ، ويقال للمنجل : مضبور . الليث : الضبر شدة تلزيز العظام واكتناز اللحم ، وجمل مضبر الظهر ; وأنشد :


                                                          مضبر اللحيين نسرا منهسا

                                                          وأسد ضبارم وضبارمة منه فعالم عند الخليل . والإضبارة : الحزمة من الصحف ، وهي الإضمامة . ابن السكيت : يقال جاء فلان بإضبارة من كتب وإضمامة من كتب ، وهي الأضابير والأضاميم . الليث : إضبارة من صحف أو سهام أي حزمة ، وضبارة لغة ، وغير الليث لا يجيز ضبارة من كتب ، ويقول : أضبارة وإضبارة . وضبرت الكتب وغيرها تضبيرا : جمعتها . الجوهري : ضبرت الكتب أضبرها ضبرا إذا جعلتها إضبارة . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر قوما يخرجون من النار ضبائر ضبائر كأنها جمع ضبارة مثل عمارة وعمائر . وكل مجتمع : ضبارة . والضبائر : جماعات الناس . يقال : رأيتهم ضبائر أي جماعات في تفرقة . وفي حديث آخر : أتته الملائكة بحريرة فيها مسك ومن ضبائر الريحان . والضبار : الكتب ، لا واحد لها ; قال ذو الرمة :


                                                          أقول لنفسي واقفا عند مشرف     على عرصات ، كالضبار النواطق

                                                          والضبر : الجماعة يغزون على أرجلهم ، وقال في موضع آخر : الجماعة يغزون . يقال : خرج ضبر من بني فلان ; ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلي :


                                                          بينا هم يوما كذلك راعهم ضبر     لباسهم القتير مؤلب

                                                          القتير : مسامير الدروع ، وأراد به هاهنا الدروع . ومؤلب : مجمع ، ومنه تألبوا أي تجمعوا . والضبر : الرجالة . والضبر : جلد يغشى خشبا فيها رجال تقرب إلى الحصون لقتال أهلها ، والجمع ضبور ، ومنه قولهم : إنا لا نأمن أن يأتوا بضبور ; هي الدبابات التي تقرب للحصون لتنقب من تحتها ، الواحدة ضبرة . وضبر عليه الصخر يضبره أي نضده ; قال الراجز يصف ناقة :


                                                          ترى شئون رأسها العواردا     مضبورة إلى شبا حدائدا
                                                          ضبر براطيل إلى جلامدا

                                                          والضبر والضبر : شجر جوز البر ينور ولا يعقد ; وهو من نبات جبال السراة ، واحدته ضبرة ; قال ابن سيده : ولا يمتنع ضبرة غير أني لم أسمعه . وفي حديث الزهري : أنه ذكر بني إسرائيل فقال : جعل الله عنبهم الأراك وجوزهم الضبر ورمانهم المظ ; الأصمعي : الضبر جوز البر ، الجوهري : وهو جوز صلب ، قال : وليس هو الرمان البري ; لأن ذلك يسمى المظ . والضبار : شجر طيب الحطب ; عن أبي حنيفة . وقال مرة : الضبار شجر قريب الشبه من شجر البلوط ، وحطبه جيد مثل حطب المظ ، وإذا جمع حطبه رطبا ، ثم أشعلت فيه النار فرقع فرقعة المخاريق ، ويفعل ذلك بقرب الغياض التي تكون فيها الأسد فتهرب ، واحدته ضبارة . ابن الأعرابي : الضبر الفقر ، والضبر الشد ، والضبر جمع الأجزاء ; وأنشد :


                                                          مضبورة إلى شبا حدائدا     ضبر براطيل إلى جلامدا

                                                          وقول العجاج يصف المنجنيق :


                                                          وكل أنثى حملت أحجارا     تنتج حين تلقح ابتقارا [ ص: 12 ]
                                                          قد ضبر القوم لها اضطبارا     كأنما تجمعوا قبارا

                                                          أي يخرج حجرها من وسطها كما تبقر الدابة . والقبار من كلام أهل عمان : قوم يجتمعون فيحوزون ما يقع في الشباك من صيد البحر ، فشبه جذب أولئك حبال المنجنيق بجذب هؤلاء الشباك بما فيها . ابن الفرج : الضبر والضبن : الإبط ، وأنشد لجندل :


                                                          ولا يؤوب مضمرا في ضبري     زادي ، وقد شول زاد السفر

                                                          أي لا أخبأ الطعام في السفر فأؤوب به إلى بيتي وقد نفذ زاد أصحابي ، ولكني أطعمهم إياه . ومعنى شول أي خف ، وقلما تشول القربة إذا قل ماؤها . وعامر بن ضبارة ، بالفتح . وضبيرة : اسم امرأة ; قال الأخطل :


                                                          بكرية لم تكن داري لها أمما     ولا ضبيرة ممن تيمت صدد

                                                          ويروى صبيرة . وضبار : اسم كلب ; قال :


                                                          سفرت فقلت لها : هج ، فتبرقعت     فذكرت حين تبرقعت ضبارا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية