الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ضغن

                                                          ضغن : الضغن والضغن : الحقد ، والجمع أضغان ، وكذلك الضغينة ، وجمعها الضغائن ; ومنه حديث العباس : إنا لنعرف الضغائن في وجوه أقوام . ويقال : سللت ضغن فلان وضغينته إذا طلبت مرضاته . وفي الحديث : فتكون دماء في عمياء في غير ضغينة وحمل سلاح ; الضغن : الحقد والعداوة والبغضاء . وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أيما قوم شهدوا على رجل بحد ولم يكن بحضرة صاحب الحد فإنما شهدوا عن ضغن ; أي حقد وعداوة ، يريد فيما كان بين الله وبين العباد كالزنا والشرب ونحوهما ; وأما قوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          بل أيها المحتمل الضغينا إنك زحار لنا كثينا     إن القرين يورد القرينا

                                                          فقد يكون الضغين جمع ضغينة كشعير وشعيرة ، وقد يجوز أن يكون حذف الهاء لضرورة الروي ، فإن ذلك كثير ، قال : وعسى أن يكون الضغين والضغينة من باب حق وحقة وبياض وبياضة ، فيكون الضغين والضغينة لغتين بمعنى . وقد ضغن عليه ، بالكسر ، ضغنا وضغنا واضطغن . وقال الله عز وجل : إن يسألكموها فيحفكم ; أي يجهدكم ويخرج أضغانكم ; قال الفراء : أي يخرج ذلك البخل عداوتكم ويكون ويخرج الله أضغانكم ; وأحفيت الرجل : أجهدته . واضطغن فلان على فلان ضغينة إذا اضطمرها . أبو زيد : ضغن الرجل يضغن ضغنا وضغنا إذا وغر صدره ودوي . وامرأة ذات ضغن على زوجها إذا أبغضته . وضغنوا عليه : مالوا عليه واعتمدوه بالجور . وتضاغن القوم واضطغنوا : انطووا على الأحقاد . وضغني إلى فلان أي ميلي إليه . وضغن الدابة : عسره والتواؤه ; قال بشر بن أبي خازم :


                                                          فإنك والشكاة من آل لأم     كذات الضغن تمشي في الرفاق

                                                          وقال الشاعر :


                                                          والضغن من تتابع الأسواط

                                                          وفرس ضاغن وضغن : لا يعطي كل ما عنده من الجري حتى يضرب ; قال الشماخ :


                                                          أقام الثقاف والطريدة درأها     كما قومت ضغن الشموس المهامز

                                                          والطريدة : قصبة فيها ثلاث فروض تبرى بها المغازل وغيرها . قال أبو عبيدة : فرس ضغون ، الذكر والأنثى فيه سواء ، وهو الذي يجري كأنما يرجع القهقرى . وفي حديث عمر : والرجل يكون في دابته الضغن فيقومها جهده ويكون في نفسه الضغن فلا يقومها ; الضغن في الدابة : هو أن تكون عسرة الانقياد ، وإذا قيل في الناقة : هي ذات ضغن فإنما يراد نزاعها إلى وطنها . ودابة ضغنة : نازعة إلى وطنها ، وقد ضغنت ضغنا وضغنا ، وكذلك البعير ، وربما استعير ذلك في الإنسان ; قال :


                                                          تعارض أسماء الرفاق عشية     تسائل عن ضغن النساء النواكح

                                                          وضغن إليه : نزع إليه وأراده . قال الخليل : يقال للنحوص إذا وحمت فاستصعبت على الجأب : إنها ذات شغب وضغن . ابن الأعرابي : ضغنت إلى فلان ملت إليه كما يضغن البعير إلى وطنه . وضغن إلى الدنيا ، بالكسر : ركن ومال إليها ; قال الشاعر :


                                                          إن الذين إلى لذاتها ضغنوا     وكان فيها لهم عيش ومرتفق

                                                          وضغن فلان إلى الصلح إذا مال إليه . والاضطغان : الاشتمال . والاضطغان : أخذ الشيء تحت حضنك ، تقول منه : اضطغنت الشيء ; وأنشد الأحمر للعامرية :


                                                          لقد رأيت رجلا دهريا     يمشي وراء القوم سيتهيا
                                                          كأنه مضطغن صبيا

                                                          أي حامله في حجره . والدهري : منسوب إلى بني دهر بطن من كلاب ، والسيتهي الذي يتخلف خلف القوم ; وقال ابن مقبل :


                                                          إذا اضطغنت سلاحي عند مغرضها     ومرفق كرئاس السيف إذ شسفا

                                                          وقيل : هو أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى وطرفه الآخر من تحت يده اليسرى ، ثم يضمهما بيده اليسرى ، وقيل : هو التثبن . التهذيب : الاضطغان الدوك بالكلكل ; وأنشد :


                                                          وأضطغن الأقوام حتى كأنهم     ضغابيس تشكو الهم تحت لبانيا

                                                          قال أبو منصور : هذا التفسير للاضطغان خطأ ، والصواب ما حكى أبو عبيد عن الأحمر أن الاضطغان الاشتمال ; وأنشد :


                                                          كأنه مضطغن صبيا

                                                          وفي النوادر : هذا ضغن الجبل وإبطه . وقناة ضغنة أي عوجاء . والضغن : العوج ; وأنشد :


                                                          إن قناتي من صليبات القنا     ما زادها التثفيف إلا ضغنا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية