الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 513 ] 19- باب: ذكر الآيات اللواتي ادعي عليهن النسخ في سورة " المؤمنون ""

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: فذرهم في غمرتهم حتى حين أي: في عمايتهم وحيرتهم إلى أن يأتيهم ما وعدوا به من العذاب ، واختلفوا: هل هذه منسوخة أم لا ، على قولين: أحدهما: أنها منسوخة بآية السيف لأنها اقتضت ترك الكفار على ما هم عليه .

والثاني: أن معناها الوعيد والتهديد ، فهي محكمة .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن السيئة [ ص: 514 ] للمفسرين في معنى هذا أربعة أقوال: أحدها: ادفع إساءة المسيء بالصفح ، قاله الحسن .

والثاني: ادفع الفحش بالإسلام ، قاله عطاء والضحاك .

والثالث: ادفع الشرك بالتوحيد قاله ابن السائب .

والرابع: ادفع المنكر بالموعظة ، حكاه الماوردي ، وقد ذكر بعض المفسرين أن هذه الآية منسوخة ، وقال بعض المحققين من العلماء: لا حاجة بنا إلى القول بالنسخ ، لأن المداراة محمودة ما لم تضر بالدين ، ولم تؤد إلى إبطال حق وإثبات باطل .

التالي السابق


الخدمات العلمية