الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2649 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=652593أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده nindex.php?page=treesubj&link=32109_33429_30513_16369_33273لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم والريح ريح المسك
قوله : ( لا يكلم ) بضم أوله وسكون الكاف وفتح اللام أي يجرح .
قوله : ( أحد ) قيده في رواية همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بالمسلم .
قوله : ( والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) جملة معترضة قصد بها التنبيه على شرطية الإخلاص في نيل هذا الثواب .
[ ص: 25 ] قوله : ( إلا جاء يوم القيامة واللون لون الدم ) في رواية همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الماضية في كتاب الطهارة " nindex.php?page=hadith&LINKID=888316تكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دما " .
قوله : ( والريح ريح المسك ) في رواية همام " والعرف " بفتح المهملة وسكون الراء بعدها فاء وهو الرائحة ، ولأصحاب السنن وصححه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من حديث معاذ بن جبل nindex.php?page=hadith&LINKID=888317من جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت ، لونها الزعفران وريحها المسك وعرف بهذه الزيادة أن الصفة المذكورة لا تختص بالشهيد بل هي حاصلة لكل من جرح ، ويحتمل أن يكون المراد بهذا الجرح هو ما يموت صاحبه بسببه قبل اندماله لا ما يندمل في الدنيا فإن أثر الجراحة وسيلان الدم يزول ، ولا ينفي ذلك أن يكون له فضل في الجملة ، لكن الظاهر أن الذي " nindex.php?page=hadith&LINKID=888318يجيء يوم القيامة وجرحه يثعب دما " من فارق الدنيا وجرحه كذلك ، ويؤيده ما وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في حديث معاذ المذكور " nindex.php?page=hadith&LINKID=888319عليه طابع الشهداء " وقوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=888320كأغزر ما كانت " لا ينافي قوله " كهيئتها " لأن المراد لا ينقص شيئا بطول العهد ، قال العلماء : الحكمة في بعثه كذلك أن يكون معه شاهد بفضيلته ببذله نفسه في طاعة الله تعالى . واستدل بهذا الحديث على أن nindex.php?page=treesubj&link=2038_2109الشهيد يدفن بدمائه وثيابه ولا يزال عنه الدم بغسل ولا غيره ، ليجيء يوم القيامة كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم . وفيه نظر لأنه لا يلزم من غسل الدم في الدنيا أن لا يبعث كذلك ، ويغني عن الاستدلال لترك غسل الشهيد في هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد " nindex.php?page=hadith&LINKID=885708زملوهم بدمائهم " كما سيأتي بسطه في مكانه إن شاء الله تعالى .