الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2671 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه nindex.php?page=hadith&LINKID=652614أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=7920_25561_28632_30473_29719_30415_32481_32482يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد
قوله : ( باب الكافر يقتل المسلم ثم يسلم ) أي القاتل فيسدد بعد ، أي يعيش على سداد أي استقامة في الدين .
قوله : ( ويقتتل ) في رواية النسفي " أو يقتل " وعليها اقتصر ابن بطال nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي ، وهي أليق بمراد [ ص: 48 ] المصنف " قال ابن المنير : في الترجمة " فيسدد " والذي وقع في الحديث " فيستشهد " وكأنه نبه بذلك على أن الشهادة ذكرت للتنبيه على وجوه التسديد ، وأن كل تسديد كذلك وإن كانت الشهادة أفضل ، لكن دخول الجنة لا يختص بالشهيد ، فجعل المصنف الترجمة كالشرح لمعنى الحديث . قلت : ويظهر لي أن nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري أشار في الترجمة إلى ما أخرجه أحمد nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم من طريق أخرى عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مرفوعا " nindex.php?page=hadith&LINKID=888374لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرا ثم سدد المسلم وقارب " الحديث .
قوله : ( عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ) كذا هو في الموطإ ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ولمالك فيه إسناد آخر رواه أيضا عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني .
قوله : ( يضحك الله إلى رجلين ) في رواية nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من طريق ابن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد " nindex.php?page=hadith&LINKID=888375أن الله يعجب من رجلين " قال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : nindex.php?page=treesubj&link=29719الضحك الذي يعتري البشر عندما يستخفهم الفرح أو الطرب غير جائز على الله تعالى ، وإنما هذا مثل ضرب لهذا الصنيع الذي يحل محل الإعجاب عند البشر فإذا رأوه أضحكهم ، ، ومعناه الإخبار عن رضا الله بفعل أحدهما وقبوله للآخر ومجازاتهما على صنيعهما بالجنة مع اختلاف حاليهما ، قال : وقد تأول nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري الضحك في موضع آخر على معنى الرحمة وهو قريب ، وتأويله على معنى الرضا أقرب ، فإن الضحك يدل على الرضا والقبول ، قال : والكرام يوصفون عندما يسألهم السائل بالبشر وحسن اللقاء ، فيكون المعنى في قوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=888376يضحك الله " أي يجزل العطاء . قال وقد يكون معنى ذلك أن يعجب الله ملائكته ويضحكهم من صنيعهما ، وهذا يتخرج على المجاز ومثله في الكلام يكثر . وقال nindex.php?page=showalam&ids=11890ابن الجوزي : أكثر السلف يمتنعون من تأويل مثل هذا ويمرونه كما جاء [1] وينبغي أن يراعى في مثل هذا الإمرار اعتقاد أنه لا تشبه صفات الله صفات الخلق ، ومعنى الإمرار عدم العلم بالمراد منه مع اعتقاد التنزيه . قلت : ويدل على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بإلى تقول : ضحك فلان إلى فلان إذا توجه إليه طلق الوجه مظهرا للرضا عنه .
قوله : ( يدخلان الجنة ) زاد مسلم من طريق همام عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة " قالوا كيف يا رسول الله " ؟ .
قوله : ( يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ) زاد همام فيلج الجنة ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : معنى هذا الحديث عند أهل العلم أن القاتل الأول كان كافرا . قلت : وهو الذي استنبطه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في ترجمته ، ولكن لا مانع أن يكون مسلما لعموم قوله " nindex.php?page=hadith&LINKID=888377ثم يتوب الله على القاتل " كما لو قتل مسلم مسلما عمدا بلا شبهة ثم تاب القاتل واستشهد في سبيل الله ، وإنما يمنع دخول مثل هذا من يذهب إلى أن nindex.php?page=treesubj&link=28652قاتل المسلم عمدا لا تقبل له توبة ، وسيأتي البحث فيه في تفسير سورة النساء إن شاء الله تعالى ، ويؤيد الأول أنه وقع في رواية همام " nindex.php?page=hadith&LINKID=888378ثم يتوب الله على الآخر فيهديه إلى الإسلام " وأصرح من ذلك ما أخرجه أحمد من طريق الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب على nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=888379قيل كيف يا رسول الله ؟ قال : يكون أحدهما كافرا فيقتل الآخر ثم يسلم فيغزو فيقتل " .
قوله : ( ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد ) زاد همام " nindex.php?page=hadith&LINKID=888380فيهديه إلى الإسلام ، ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد " قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : يستفاد من هذا الحديث أن nindex.php?page=treesubj&link=25561كل من قتل في سبيل الله فهو في الجنة .