الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2834 حدثنا مطر بن الفضل حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11935أبا بردة واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر فقال له أبو بردة سمعت nindex.php?page=showalam&ids=110أبا موسى مرارا يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=652774قال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=7927_28632_30504_17844إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا
قوله : ( باب nindex.php?page=treesubj&link=32799يكتب للمسافر ما كان يعمل في الإقامة ) أي إذا كان سفره في غير معصية .
قوله : ( أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=14835العوام ) هو ابن حوشب بمهملة ثم معجمة وزن جعفر .
قوله : ( سمعت nindex.php?page=showalam&ids=11935أبا بردة ) هو ابن أبي موسى الأشعري .
قوله : ( واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر ) أي مع يزيد ، ويزيد بن أبي كبشة هذا شامي ، واسم أبيه حيويل بفتح المهملة وسكون التحتانية وكسر الواو بعدها تحتانية أخرى ساكنة ثم لام ، وهو ثقة ولي خراج السند nindex.php?page=showalam&ids=16044لسليمان بن عبد الملك ومات في خلافته ، وليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ذكر إلا في هذا الموضع .
[ ص: 159 ] قوله : ( فكان يزيد يصوم في السفر ) ، في رواية هشيم عن العوام بن حوشب " وكان يزيد بن أبي كبشة يصوم الدهر " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي .
قوله : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) في رواية هشيم عن العوام عند أبي داود " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول غير مرة ولا مرتين " .
قوله : ( إذا مرض العبد أو سافر ) في رواية هشيم " إذا كان العبد يعمل عملا صالحا فشغله عن ذلك مرض " .
قوله : ( كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ) هو من اللف والنشر المقلوب ، فالإقامة في مقابل السفر والصحة في مقابل المرض ، وهو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها كما ورد ذلك صريحا عند أبي داود من طريق العوام بن حوشب بهذا الإسناد في رواية هشيم ، وعنده في آخره " كأصلح ما كان يعمل وهو صحيح مقيم " ووقع أيضا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا nindex.php?page=hadith&LINKID=888552إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقا حتى أطلقه أو أكفته إلي أخرجه عبد الرزاق وأحمد وصححه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ، nindex.php?page=showalam&ids=12251ولأحمد من حديث أنس رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=844651إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده قال الله : اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله ، فإن شفاه غسله وطهره ، وإن قبضه غفر له ورحمه ولرواية إبراهيم السكسكي عن أبي بردة متابع أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=888554 " إن الله يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاقه " الحديث ، وفي حديث عائشة عند nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=hadith&LINKID=888555ما من امرئ تكون له صلاة من الليل يغلبه عليها نوم أو وجع إلا كتب له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة قال ابن بطال : وهذا كله في النوافل ، وأما صلاة الفرائض فلا تسقط بالسفر والمرض والله أعلم . وتعقبه ابن المنير بأنه تحجر واسعا ، ولا مانع من دخول الفرائض في ذلك ، بمعنى أنه إذا عجز عن الإتيان بها على الهيئة الكاملة أن يكتب له أجر ما عجز عنه ، كصلاة المريض جالسا يكتب له أجر القائم انتهى . وليس اعتراضه بجيد لأنهما لم يتواردا على محل واحد ، واستدل به على أن nindex.php?page=treesubj&link=32799المريض والمسافر إذا تكلف العمل كان أفضل من عمله وهو صحيح مقيم .
وفي هذه الأحاديث تعقب على من زعم أن nindex.php?page=treesubj&link=1625الأعذار المرخصة لترك الجماعة تسقط الكراهة والإثم خاصة من غير أن تكون محصلة للفضيلة ، وبذلك جزم النووي في " شرح المهذب ، وبالأول جزم الروياني في " التلخيص " ، ويشهد لما قال حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه nindex.php?page=hadith&LINKID=888556 " من توضأ فأحسن وضوءه ثم خرج إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلى وحضر ، لا ينقص ذلك من أجره شيئا " أخرجه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ، وإسناده قوي ، وقال السبكي الكبير في " الحلبيات " : nindex.php?page=treesubj&link=23459_29468من كانت عادته أن يصلي جماعة فتعذر فانفرد كتب له ثواب الجماعة ; ومن لم تكن له عادة لكن أراد الجماعة فتعذر فانفرد يكتب له ثواب قصده لا ثواب الجماعة ، لأنه وإن كان قصده الجماعة لكنه قصد مجرد ، ولو كان يتنزل منزلة من صلى جماعة كان دون من جمع والأولى سبقها فعل ، ويدل للأول حديث الباب ، وللثاني أن أجر الفعل يضاعف وأجر القصد لا يضاعف بدليل nindex.php?page=hadith&LINKID=888557 " من هم بحسنة [ ص: 160 ] كتبت له حسنة واحدة " كما سيأتي في كتاب الرقاق ، قال ويمكن أن يقال : إن الذي صلى منفردا ولو كتب له أجر صلاة الجماعة لكونه اعتادها فيكتب له ثواب صلاة منفرد بالأصالة وثواب مجمع بالفضل . انتهى ملخصا