الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5472 [ ص: 419 ] مسألة في القسامة

                                                                                ( 1 ) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد أن القسامة كانت في الجاهلية ، فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم في قتيل من الأنصار وجد في جب اليهود قال : فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم باليهود فكلفهم قسامة خمسين ، فقالت اليهود : لن نحلف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : أفتحلفون ؟ قالت الأنصار : لن نحلف ، فأغرم النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ديته لأنه قتل بين أظهرهم .

                                                                                ( 2 ) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال : دعاني عمر بن عبد العزيز فسألني عن القسامة فقال : إنه قد بدا أن أردها ، إن الأعرابي يشهد والرجل الغائب يجيء فيشهد ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إنك لن تستطيع ردها ، قضى بها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده .

                                                                                ( 3 ) حدثنا الفضل بن دكين عن سعيد بن عبيد الطائي عن بشير بن يسار أن رجلا من الأنصار يقال له سهل بن أبي حثمة أخبره أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم قتيلا ، فقالوا للذين وجدوه عندهم : قتل صاحبنا ، قالوا : ما قتلنا ولا علمنا قاتلا ، قال : فانطلقوا إلى نبي الله ، فقالوا : يا نبي الله انطلقنا إلى خيبر فوجدنا أحدنا قتيلا ، فقال النبي عليه الصلاة والسلام : الكبر الكبر ، فقال لهم : تأتون بالبينة على من قتل ، قالوا : ما لنا بينة ، قال : فيحلفون لكم ، قالوا : لا نرضى بأيمان اليهود ، فكره نبي الله صلى الله عليه وسلم أن يبطل دمه ، فوداه بمائة من إبل الصدقة .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن حويصة ومحيصة ابني مسعود وعبد الله وعبد الرحمن ابني فلان خرجوا يمتارون بخيبر فعدي على عبد الله فقتل ، قال : فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تقسمون بخمسين وتستحقون ، فقالوا : يا رسول الله ، كيف نقسم ولم نشهد ؟ قال : فتبرئكم يهود ، قالوا : يا رسول الله ، إذا تقتلنا اليهود ، قال : فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده .

                                                                                ( 5 ) حدثنا محمد بن بشر حدثنا سعيد عن قتادة أن سليمان بن يسار قال : القسامة حق قضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينما الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج رجل منهم ، ثم [ ص: 420 ] خرجوا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هم بصاحبهم يتشحط في دمه ، فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : قتلنا اليهود وسموا رجلا منهم ، ولم تكن لهم بينة ، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : شاهدان من غيركم حتى أدفعه إليكم برمته ، فلم تكن لها فقال : استحقوا بخمسين تهامة أدفعه إليكم برمته ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا نكره أن نحلف على غيب ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ قسامة اليهود بخمسين منهم ، فقالت الأنصار : يا رسول الله ، إن اليهود لا يبالون الحلف ، متى ما نقبل هذا منهم يأتوا على آخرنا ، فوداه النبي صلى الله عليه وسلم من عنده وذكروا أن أبا حنيفة قال : لا تقبل أيمان الذين يدعون الدم .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية