الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ؛ أي : إبراؤه الأكمه والأبرص وإتيانه بالآيات المعجزات ليس بأنه إله؛ إنما أتى بالآيات كما أتى موسى بالآيات؛ وكما أتى إبراهيم بالآيات؛ وأمه صديقة ؛ أي : مبالغة في الصدق؛ والتصديق؛ وإنما وقع عليها " صديقة " ؛ لأنه أرسل إليها جبريل؛ فقال الله - عز وجل - : وصدقت بكلمات ربها وكتبه ؛ [ ص: 197 ] و " صديق " : " فعيل " ؛ من أبنية المبالغة؛ كما تقول : " فلان سكيت " ؛ أي : مبالغ في السكوت " ؛ وقوله : كانا يأكلان الطعام ؛ هذا احتجاج بين؛ أي : إنما يعيشان بالغذاء؛ كما يعيش سائر الآدميين؛ فكيف يكون إلها من لا يقيمه إلا أكل الطعام؟! وقوله : انظر كيف نبين لهم الآيات ؛ أي : العلامات الواضحة؛ ثم انظر ؛ أي : انظر بعد البيان؛ أنى يؤفكون ؛ أي : من أين يصرفون عن الحق الواضح؛ وكل شيء صرفته عن شيء؛ وقلبته عنه؛ تقول : " أفكته آفكه إفكا " ؛ و " الإفك " : الكذب؛ إنما سمي لأنه صرف عن الحق؛ و " المؤتفكات " : الرياح التي تأتي من جهات على غير قصد واحد؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية