الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      كتاب آداب القضاة فضل الحاكم العادل في حكمه

                                                                                                      5379 أخبرنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن عمرو ح وأنبأنا محمد بن آدم بن سليمان عن ابن المبارك عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور على يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا قال محمد في حديثه وكلتا يديه يمين

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      5379 [ ص: 221 ] ( إن المقسطين ) جمع مقسط اسم فاعل من أقسط أي : عدل ( عند الله تعالى على منابر من نور ) قال القرطبي : يعني مجلسا رفيعا يتلألأ نورا . قال : ويحتمل أن يعبر به عن المنزلة الرفيعة المحمودة ، ولذلك قال : ( على يمين الرحمن ) قال ابن عرفة : يقال : " أتاه عن يمين " إذا أتاه من الجهة المحمودة ، وقد شهد العقل والنقل أن الله تعالى منزه عن مماثلة الأجسام والجوارح ، وهذا الحديث ونحوه توسع واستعارة حسب عادات مخاطباتهم الجارية على ذلك ، فيحمل اليمين في هذا الحديث على ما قاله ابن عرفة أنه عبارة عن المنزلة الشريفة والدرجة المنيعة . وقال ابن حبان في " صحيحه " : هذا خبر من ألفاظ التعارف ، فأطلق لفظه على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم لا على [ ص: 222 ] الحقيقة لعدم وقوفهم على المراد منه إلا بهذا الخطاب المذكور ( وما ولوا ) بفتح الواو وضم اللام المخففة ، أي : كانت لهم عليه ولاية .




                                                                                                      الخدمات العلمية