الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      4723 أخبرنا محمد بن إسمعيل بن إبراهيم قال حدثنا إسحق عن عوف الأعرابي عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال جيء بالقاتل الذي قتل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء به ولي المقتول فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعفو قال لا قال أتقتل قال نعم قال اذهب فلما ذهب دعاه قال أتعفو قال لا قال أتأخذ الدية قال لا قال أتقتل قال نعم قال اذهب فلما ذهب قال أما إنك إن عفوت عنه فإنه يبوء بإثمك وإثم صاحبك فعفا عنه فأرسله قال فرأيته يجر نسعته

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      4723 [ ص: 14 ] ( فإنه يبوء بإثمك وإثم صاحبك ) أي : يلتزمه ويرجع به . قال النووي : قيل : معناه يتحمل إثم المقتول لإتلافه مهجته ، وإثم الولي لكونه فجعه في أخيه ، ويكون قد أوحي إليه صلى الله [ ص: 15 ] [ ص: 16 ] عليه وسلم بذلك في هذا الرجل خاصة ، ويحتمل أن معناه : يكون عفوك عنه سببا لسقوط إثمك وإثم أخيك ، والمراد إثمهما السابق بمعاص لهما متقدمة لا تعلق لها بهذا القاتل ، فيكون معنى " يبوء " " يسقط " وأطلق هذا اللفظ عليه مجازا .




                                                                                                      الخدمات العلمية