الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 555 ] 34- باب: ذكر ما ادعي عليه النسخ في سورة الزمر

ذكر الآية الأولى: قوله تعالى: إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون ، قال المفسرون: هذا حكم الآخرة ، وهذا أمر محكم ، وقد ادعى بعضهم نسخها بآية السيف ، وعلى هذا يكون الحكم حكم الدنيا بأن أمر بقتالهم .

ذكر الآية الثانية: قوله تعالى: إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ، قد ادعى قوم نسخها بقوله: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد منعنا ذلك في ذكر نظيرتها في الأنعام .

[ ص: 556 ] ذكر الآية الثالثة: قوله تعالى: فاعبدوا ما شئتم من دونه ليس هذا بأمر وإنما هو تهديد ، وهو محكم فهو كقوله: اعملوا ما شئتم ، وقد زعم بعض من لا فهم له أنه منسوخ بآية السيف ، وإنما قال هذا لأنه ظن أنه أمر ، وهذا ظن فاسد وخيال رديء .

ذكر الآية الرابعة والخامسة: قوله تعالى: قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم ، زعم بعض المفسرين أنهما نسختا بآية السيف ، وإذا كان معناهما التهديد والوعيد ، فلا وجه للنسخ .

[ ص: 557 ] ذكر الآية السادسة: قوله تعالى: فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل قد زعم قوم: أنها منسوخة بآية السيف ، وقد سبق كلامنا في هذا الجنس أنه ليس بمنسوخ .

ذكر الآية السابعة: قوله تعالى: قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون زعم بعض ناقلي التفسير أن معناه نسخ بآية السيف ، وليس هذا بصحيح ، لأن حكم الله بين عباده في الدنيا بإظهار حجج المحقين ، وإبطال شبه الملحدين ، وفي الآخرة بإدخال هؤلاء الجنة ، وهؤلاء النار ، وهذا لا ينافي قتالهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية