الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين

                                                                                                                                                                                                                                      14 - قل أغير الله أتخذ وليا ناصرا ومعبودا، وهو مفعول ثان لـ "أتخذ". والأول "غير". وإنما أدخل همزة الاستفهام على مفعول "أتخذ" لا عليه; لأن الإنكار في اتخاذ غير الله وليا، لا في اتخاذ الولي، فكان أحق بالتقديم. فاطر السماوات والأرض بالجر، صفة لله، أي: مخترعهما. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: ما عرفت معنى الفاطر حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، أي: ابتدأتها. وهو يطعم ولا يطعم وهو يرزق ولا يرزق، أي: المنافع كلها من عنده، ولا يجوز عليه الانتفاع قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم لأن النبي سابق أمته في الإسلام، كقوله: وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين [الأنعام: 163] ولا تكونن من المشركين وقيل لي: " لا تكونن من المشركين " . ولو عطف على ما قبله لفظا لقيل: وألا أكون، والمعنى: أمرت بالإسلام، ونهيت عن الشرك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية