الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        معلومات الكتاب

                        إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول

                        الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

                        صفحة جزء
                        البحث الثامن عشر : في الإجماع المعتبر في فنون العلم

                        الإجماع المعتبر في فنون العلم هو إجماع أهل ذلك الفن العارفين به دون من عداهم ، فالمعتبر في الإجماع في المسائل الفقهية قول جميع الفقهاء ، وفي المسائل الأصولية قول جميع الأصوليين ، وفي المسائل النحوية قول جميع النحويين ، ونحو ذلك ، ومن عدا أهل ذلك الفن هو في حكم العوام ، فمن اعتبرهم في الإجماع اعتبر غير أهل الفن ، ومن لا فلا .

                        وخالف في ذلك ابن جني فقال في كتاب الخصائص : إنه لا حجة في إجماع النحاة قال الزركشي في البحر ، ولا خلاف في اعتبار قول المتكلم في الكلام ، والأصولي في الأصول ، وكل واحد يعتبر قوله إذا كان من أهل الاجتهاد في ذلك الفن ، وأما الأصولي الماهر المتصرف في الفقه ففي اعتبار خلافه في الفقه وجهان ، حكاهما الماوردي ، وذهب القاضي إلى أن خلافه معتبر ، قال الجويني وهو الحق .

                        [ ص: 275 ] وذهب معظم الأصوليين منهم أبو الحسن بن القطان إلى أن خلافه لا يعتبر ; لأنه ليس من المفتين ، ولو وقعت له واقعة لزم أن يستفتي المفتي فيها ، قال إلكيا : والحق قول الجمهور ; لأن من أحكم الأصلين فهو مجتهد فيهما ، قال الصيرفي في كتاب الدلائل : إجماع العلماء لا مدخل لغيرهم فيه سواء المتكلم وغيره ، وهم الذين تلقنوا العلم من الصحابة ، وإن اختلفت آراؤهم ، وهم القائمون بعلم الفقه ، وأما من انفرد بالكلام لم يدخل في جملة العلماء ، فلا يعد خلافا على من ليس مثله ، وإن كانوا حذاقا بدقائق الكلام .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية